عبد الستار قاسم.. كلنا معك
رأفت مرة / كاتب
فلسطيني
في هذا المقال، لست
أدافع عن د. عبد الستار قاسم، فقاسم لا يحتاج إلى مدافعين عنه.. لأنه "قدّ
الحمل وزيادة".
لكنني أدافع عن
الحرية والمنطق والموضوعية والعدالة.
عبد الستار قاسم هو
أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، وشخصية سياسية ووطنية فلسطينية
مستقلة، محلّل سياسي، صاحب وجهة نظر، متابع للأحداث، له رؤيته السياسية والوطنية،
وأيضاً له أسلوبه في التعبير عن وجهة نظره، مكافح للفساد، وللاحتكار والهيمنة
السياسية، داعم للمقاومة، ومعارض لاتفاق أوسلو وللسلطة التي نشأت عنه، ومعارض
للتنسيق الأمني مع الاحتلال.
عبد الستار قاسم
دعا –قبل أيام- في حوار تلفزيوني إلى تطبيق قانون السلطة الفلسطينية والقانون
الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية.
أتباع السلطة شنّوا
هجوماً حاداً على قاسم، طالبوا بمحاكمته، اتهموه بأنه يريد قتل محمود عباس وعدد من
ضباط جهاز أمن السلطة.. هوجم الرجل من وسائل إعلام السلطة وأبواقها الذين يسمّون
زوراً "ناطقين رسميين".
عبد الستار قاسم
ردّ على هؤلاء بنفي هذه الاتهامات، ورفضه للعنف، ودعا إلى تطبيق القانون.
كلما دعا قاسم أو
غيره إلى تطبيق القانون يصاب فريق السلطة بأزمة قلبية، ويبدأ باتهام الآخرين.
الملاحظ أن الحملة
على قاسم جاءت بعد التصريحات التي أدلى بها ماجد فرج، وقال فيها إنه أحبط 200
عملية ضد الاحتلال، واعتقل 100 شاب فلسطيني.
والحملة على قاسم
جاءت بعد كلام عباس أمام نساء إسرائيليات وصحفيين إسرائيليين بأنه متمسك بالتنسيق
الأمني مع الاحتلال، وأن ماجد فرج ينفّذ تعليماته.
إذاً.. من هو الذي
يجب أن يحاكم؟! شخص يرفض الاحتلال أم أشخاص يفتخرون بخدمة العدو.
عبد الستار قاسم
شخصية سياسية وطنية فلسطينية، له الحق في طرح وجهة نظره، وفي التعبير عن آرائه
السياسية، في كل وقت، وبجميع الوسائل.
وهو شخصية له
محبّوه ومؤيّدوه، وله معارضوه أيضاً..
لكن أصحاب فكر
الهيمنة والاحتكار، وأرباب التنسيق الأمني لا يريدون سماع النقد والأفكار الأخرى.
لا يريدون سماع
المنطق والرؤية والتحليل.
آذانهم لا تسمع إلا
أوامر الاحتلال، وعيونهم لا ترى إلا ضباط العدو، وهم يحاولون إخضاع عبد الستار
قاسم، وإخضاع جميع القوى السياسية ووسائل الإعلام والكتّاب والمثقفين وخطباء
المساجد.
عبد الستار قاسم
يتحدث باسم الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني، التي ستنتفض عاجلاً أم آجلاً ضدّ
بقايا أوسلو ونظامه.
عبد الستار قاسم.. كلنا معك.