عبد الله البرغوثي.. من يُعلق الجرس؟!
د. حسن أبو حشيش
عبد الله البرغوثي أردني من أصل فلسطيني، تم اعتقاله من قبل الاحتلال
بتهمة قيادة كتائب القسام في الضفة الغربية، حُكم عليه بمئات المؤبدات، أصرت بعناد
حكومة الاحتلال على عدم الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار، رغم أن المفاوض المقاوم
العنيد كان يضع اسمه في القوائم باستمرار، لكن قدر الله وما شاء فعل، تعرض في الأسر
للعزل والضرب ومحاولات اغتيال غير مباشرة.
مصنف هو وعدد من المعتقلين على أنهم مواطنون أردنيون . وكما تعرفون أن
بين الأردن والعدو الصهيوني اتفاقيات تسوية (سلام) وفق اتفاقية وادي عربا . هذا الأمر
اتخذه الأسرى بقيادة عبد الله البرغوثي مدخلاً لتطبيق الاحتلال لبنود الاتفاقية، فأعلنوا
إضراباً قارب ثمانين يوماً مطالبين حكومة الأردن بالتدخل وإنقاذ الموقف وتطبيق ما اتفقوا
عليه مع الاحتلال، ورفعوا شعار إكمال المحكومية في سجون الأردن.
وعلى هذا المشهد تدور معركة الأمعاء الخاوية التي يقودها البطل عبد الله،
فدخل في حالة صحية متردية وصعبة ويتنقل بين مشافي السجون نتيجة للوضع الصحي السيئ،
وأعلن محاميه أنه شهيد في أي لحظة. التضامن معه خجول وروتيني سواء في الضفة الغربية
أو قطاع غزة أو في الأردن حيث أهله.
معركته مع الاحتلال الذي لا يعرف أخلاقاً أو قيماً أو قانوناً إنسانياً
جاءت في وقت انشغال تام بأحداث مصر وسوريا، وبالتالي مازالت فاقدة للزخم الجماهيري،
والدعم الأهلي . الذي يُشكل حالة ضغط عام على الأطراف ذات العلاقة للتحرك وإنقاذ حياة
الأسرى المضربين برئاسة البرغوثي، لأن المس بحياتهم قد يؤدي لانفجار لا يعلم مداه أو
قوته إلا الله.
وعليه ومن خلال هذه الكلمات البسيطة أدعو إلى هبات جماهيرية، وإعطاء الأمر
أولوية، وإحداث فعل ميداني وإعلامي غير مألوف وإبداعي ومتواصل للتضامن معهم .نريد من
يُعلق الجرس فالأمر جد خطير.