على باب المخيم
شاهد عيان
برج البراجنة | «هون مدخل مخيم الرشيدية؟!»، يسأل أحد الشباب الراكبين بسيارة «بي ام دبليو» غامقة اللون (سندعوه في هذه الرواية الراكب الأمامي)، اثنين من شباب مخيم برج البراجنة (سندعوهما المخيمجين) اللذين كانا يتجاذبان أطراف الحديث عند باب المخيم. يبدو الراكب (إذا لم نعتبر الركاب الثلاثة الآخرين في السيارة) «مطفي» كما يقال في اللغة المحكيّة. أي إنه يا محشّش يا سكران.
يقترب أحد المخيمجية من السيارة ليتعرّف إلى هوية السائق، «فمن المعقول أن يكون الراكب أحد شباب المخيم وهو يريد المزاح»، هكذا فكّر. لحق به المخيمجي الثاني هو الآخر، فضولاً. عندما يصل المخيمجي الأول إلى باب السيارة يستنتج أنه لا يعرف أحداً ممّن فيها. وإذا بالراكب الأمامي يشهر.. سيفاً قصيراً من وراء باب السيارة الأقرب إليه، ثم يسأل الشاهر سيفه المخيمجي إذا كان من أبناء المخيم: يأتيه الجواب بنعم. هنا ينزل السيف، ويبدو للمخيمجي الثاني أن سائق السيارة يناول الراكب الأمامي مسدساً. والراكب الأمامي أقرب إلى المخيمجي الأول. يشهر الراكب الأمامي «فرده» ويلعب به قليلاً ثم يعترف بأنه غير محشو. يضحك ثم يحشوه بالرصاص ويطلق طلقة في الهواء، ثم يوجّه المسدس إلى المخيمجي الأول. يقول اسمه لهما (لم يتأكّد أحد ممّا إذا كان هذا اسمه الحقيقي أو لا) ثم يشتم المخيم وأهله. يطلب المخيمجي الأول من ذاك الشاب أن «ما تغلطش بحق المخيم»، ويسأله إذا كان يريد أن يطلق النار؟ ويدعوه إلى أن يفعل هذا إذا كان يريده فعلاً. يتوتر حامل «الفرد» ويتوتر الجو العام، فينزل الراكب الخلفي ـــــ بعد أن تختفي كأس العرق من يديه ــــ باسماً، في خطوة لحل «الموضوع». كذلك يسهم المخيمجي الثاني في حل «الموضوع» بأن يدفع صديقه باتجاه زاروبة خلفية للمخيم. وخلال فكّ «الموضوع»، ينزل الراكب الأمامي من السيارة ويشتم المخيم مرة أخرى بصيغة أقل أدباً (بما معناه أنه فاعل كذا وكذا بعرض المخيم) فيدعوه المخيمجي إلى الدخول إذا كان بوزن شتيمته! فيطلق المدعو طلقة أخرى بينما يكون المخيمجان قد تواريا في تلك الزاروبة.
يدخل المخيمجان إلى المخيم. يتمشيان الهوينى. وفي أثناء مسيرهما يسألهما أحدهم عمّا حدث، لكونه سمع إطلاق رصاص ولم يفهم ما حصل. فيخبرانه أنهما كانا «قاعدين على باب المخيم»، ثم يخبرانه بالقصّة من «طقطق للسلام عليكم». يعاتبهم قائلاً «إنتو ليه كمان قاعدين برّا؟» يستنكر المخيمجان هذا السؤال «عم بقولك على باب المخيم يا زلمي مش بره!»يرد أحدهما عليه. يلتف المخيمجان ليجلسا على عتبة مقابل مدخل المخيم، ولكن من الداخل هذه المرة. يدخّن أحدهما سيجارة، أما الثاني فهو «عمبريّح» من الدخان. ثم يخرجان ليتمشيا خارج المخيم كأن شيئاً لم يحدث. حدث هذا صباح الأحد 25 أيلول 2011.
المصدر: جريدة الأخبار