على هامش الحياة.. في منطقة السكة
بقلم: فاطمة عبد الجواد
في الطريق من مدينة صيدا إلى منطقة السكة الواقعة على تخوم مخيم عين الحلوة، وعلى جنبات تلك الطريق يرى العابر صورة من صور البؤس والحرمان والمعاناة التي يعيشها أبناء تلك المناطق النائية, هم فلسطينيون يعيشون تهميشا فوق التهميش.
في السكة، تستطيع ان ترى شبه "عشش" متناثرة يسكنها مواطنون في حين لا تليق هي حتى بحيوانات! فكيف بالإنسان الذي كرمه الله وأهانه الحاكم!
مشاهد البؤس لا قدرة لقلم أن يصفها.. ولكنها تُعرينا أمام أنفسنا.. تبين لنا مدى عجزنا عن تخفيف معاناة، يمر بها مئات البشر ونحن لم ننتبه لهم، أو تناسينا وجودهم، وتركناهم يعانوا الفقر والتهميش، تنطق بمستقبل مجهول، وحاضر مظلم جدا، وواقع مزر، أصبح يفرض علينا وعلى الدولة الاستعجال والعمل على توفير حياة كريمة لهؤلاء البشر!
هناك على جنبات الطريق وتحت أشعة الشمس الحارقة، وبرد شتاء لايرحم، يستقبلك أطفال بأجساد نحيلة ووجوه شاحبة إرتسمت عليها ملامح البؤس والأسى وابتسامة طفولة بريئة تخفى وراءها معاناة وحمل ثقيل مبكر لأطفال قتلت أحلامهم.. أطفال حفاة، شبه عراة، يعيشون في بيت من الصفيح، فأين هي المنظمات الحقوقية من هذه الحالات ومن هذا الظلم؟ أين المنظمات المعنية بحقوق النساء والأطفال؟ أليس هؤلاء بشر؟! ألا يستحقون النظر إليهم بعين الرحمة من تلك المنظمات, ومنحهم حقهم من قبل الدولة؟
هو نداء لكل المنظمات والجمعيات لكل من يدافع عن كرامة الإنسان هؤلاء إخوة لنا.. بشر يعيشون على هامش الحياة! وبدلاً من الصراخ والتنديد والشجب، و"هبر" الملايين باسم الدفاع عن الحقوق البشرية في صالات فنادق خمسة نجوم مغلقة.. اخرجوا إلى الشارع.. انزلوا إلى تلك المناطق التي لم تصل إليها مشاريع السلطة ولا المنظمات والجمعيات الخيرية.
المصدر: منتدى الاعلاميين الفلسطينيين