عمليات المقاومة المقدسية
بقلم: إياد القرا
العجز هو كلمة السر في تعامل الاحتلال مع العمليات
الفدائية الفردية الأخيرة في القدس المحتلة، وعبر عن ذلك قادة الجيش وشرطة الاحتلال
في مواجهة العمليات الفدائية، ويرجع ذلك للسبب الرئيسي وهو أن منفذي العمليات بادروا
لتنفيذها بشكل شخصي وفردي, دون أي دعم من أي جهة أو تنظيم، وهذا لا ينفي تأييد ودعم
بعضهم للتنظيمات الفلسطينية، بل يغلب عليهم تأييدهم لحركة حماس.
العمليات الفدائية يقصد بها الاحتلال العمليات التي
تعتمد على استخدام سلاح الطعن أو "الدهس" بالعربات، يضاف لها عشرات العمليات
من خلال إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على الجيبات وسيارات المستوطنين وإحراقها،
وإلحاق الأذى بممتلكات شرطة الاحتلال والمستوطنين.
اللافت للأمر تكرار عمليات إلقاء الحجارة والزجاجات
الحارقة, وبشكل يكاد يكون يومياً، مما يسبب قلقاً دائماً لقوات الاحتلال، ويضعها في
حالة استنفار دائم، ويُعد ذلك أداة مهمة يتبعها المقدسيون في مواجهة الاحتلال وإجراءاته
التعسفية ضد المقدسيين، مما يجعل من مدينة القدس مدينة الخوف والقلل للمستوطنين.
ما يُنشر ويُبث من تسجيلات بين الفترة والأخرى للعمليات
الفدائية, التي تنفذ, يظهر جرأة عالية لدى المقدسيين في مواجهة جنود الاحتلال والمستوطنين,
وبينها حالات ضرب يقوم بها المقدسيون لتأديب المستوطنين في الأحياء القديمة في المدينة
المقدسة.
لم يعد أمام المقدسيين من خيارات أخرى يعتمدون عليها
في الدفاع عن وجودهم في القدس، ووضع حد لسياسة التهجير والمطاردة والتضييق التي يتعرضون
لها بشكل دائم ويومي، مما يدفعهم لتنفيذ العمليات الفدائية بشكل فردي, معتمدين على
ما توفر لديهم من أدوات المقاومة.
غياب التنسيق الأمني والأجهزة الأمنية, التي تتبع
السلطة, يساهم في قدرة المقدسيين على تنفيذ العمليات الفدائية بشكل أكثر أريحية من
المقاومين في الضفة الغربية، والذين أيضاً استطاعوا تنفيذ 111 عملية فدائية, تشمل عمليات
استشهادية وعمليات إطلاق نار وتفجير عبوات.
سيبقى الاحتلال عاجزاً عن وضع حد للعمليات المقاومة,
سواء الفردية أو التنظيمية, لأسباب كثيرة, في مقدمتها أن وجود الاحتلال دافع ومشجع
لعمليات المقاومة، وأن روح المقاومة وخاصة في مدينة القدس تنبع من الثقافة والوعي الوطني
والديني لدى أبنائها, بأن مقاومة الاحتلال مشروعة, بل حق لإيقاع أكبر قدر من الخسائر
في صفوف الاحتلال, لوضع حد لانتهاكاته والتخلص من وجوده في مدينة القدس، وأن الاحتلال
سيفشل في منع مقاوم يريد أن ينفذ عملية فدائية بما استطاع من وسائل المقاومة البسيطة,
لكن تأثيرها سيبقى قوياً ومؤلماً للاحتلال.
المصدر: فلسطين أون لاين