رافت مرة/ كاتب فلسطيني
ليس غريبا على مخيم الرشيدية في جنوب لبنان، ان
يلد مقاومين يتصفون بالقيادة والشجاعه والتضحية والاقدام، أمثال الشهيد القسامي
ابو خالد خراز.
مخيم الرشيدية أقرب المخيمات الفلسطينية إلى
فلسطين، اكثرها تعرضا للاعتداءات الإسرائيلية منذ بداية السبعينات، مخيم نشأت فيه
الحركة الاسلامية، وخرج منه قادة في الحركة الاسلامية ومشايخ ودعاة ومربين.
مخيم صلب، مثل كل المخيمات والتجمعات
الفلسطينية في لبنان ..
لذلك ليس غريبا ان يخرج من هذا المخيم مجاهد
قائد بطل صلب مثل الشهيد ابو خالد خراز.
حمل دمه على كفه، نذر حياته لله، عمل من أجل
فلسطين، اختار طريقا يعرف نهايته (النصر او الشهادة)، سخر حياته لمقاومة الاحتلال،
وجال العالم تحضيرا واعدادا وتنفيذا، وقابل هذا وذاك من أجل التحضير والدعم
والاعداد، وتحمل شخصيا عبء توفير مستلزمات من تحت الارض لمقاومة الاحتلال.
مشاركة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في
مقاومة الاحتلال ردا على العدوان الإسرائيلي الارهابي على غزة، كما فعل ابو خالد، واجب
ديني وأخلاقي ووطني وانساني، وهذه المشاركة تتفق مع تاريخ اللاجئين الفلسطينيين في
لبنان، الذين قاوموا وتحملوا مواجهة الاحتلال في عين الحلوة وشاتيلا وبرج الشمالي
ونهر البارد والبداوي وكل المخيمات.
والنتائج التي قدمتها حركة حماس من لبنان اثناء
العدوان على غزة، كانت مؤثرة في المواجهة، ومؤلمة للاحتلال، والجميع يعلم أن حماس
ملتزمة بهذا النهج ومستعدة لاستكماله على طريق التحرير والعودة.
وابو خالد هو زهرة الشباب الذين ساروا على هذا
النهج، ومعه ثلة من المقاومين الشرفاء.
ان الالتفاف الشعبي حول الشهيد وعائلته.
الكريمة المجاهد واخوانه، هو دليل على الاحتضان الشعبي للمقاومة، وتأييد المجتمع
الفلسطيني في لبنان للمشاركة الفاعلة في مقاومة الاحتلال.
وان مشاركة جميع القوى والفصائل الفلسطينية
والمؤسسات واللجان والاهالي في تقديم التبريكات والتشييع، هو دليل على قناعة
المجتمع الفلسطيني بالمقاومة، وقدرة نهج المقاومة والشهادة على تحقيق وحدة وطنية
حقيقية، ودليل على مقام الشهداء في المجتمع، وتأييدا لعملية (طوفان الأقصى) .
لقد كتب الشهيد ابو خالد بدمه سجلا من العمل
الطيب في سبيل الله، باسمه وباسم جميع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، على طريق
القدس والاقصى.
الف رحمة عليك ..