القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

عين الحلوة إلى عين العاصفة وسط دعوات تحويله إلى نهر بارد جديد

عين الحلوة إلى عين العاصفة وسط دعوات تحويله إلى نهر بارد جديد

بقلم: انطوان حايك

بين الأزمة السورية وتداعياتها على الساحة اللبنانية والامن المترجرج على مساحة البلاد، يتأرجح ملف مخيم عين الحلوة بين الدعوات لتحويله إلى نهر بارد جديد والسعي لتجنيبه الكارثة انطلاقا من الحسابات الداخلية والاقليمية التي تشير إلى بورصة متقلبة لا يمكن الركون اليها في ظل ترابط أوضاع المنطقة وتلازم أزماتها من جهة، وإعادة فرز المواقف وتشكيل صورة ما بعد الربيع العربي من جهة ثانية.

وقد ساهم تسارع الاحداث وانعكاساتها على الساحة الفلسطينية إلى حد بعيد بإعادة رسم المشهد داخل المخيم الاكبر والاكثر تعيقيدا في لبنان، وحوله إلى بؤرة أمنية تنطلق منها أكثر التنظيمات تطرفا على غرار القاعدة والحركات السلفية والاصولية التي وصلت إلى حد تشكيل خلايا ارهابية لضرب مؤسسات لبنان الاكثر تماسكا، والتي تشكل الضمانة الوحيدة لمستقبله، اي المؤسسة العسكرية عبر خروقات محدودة كان يمكن أن تتوسّع لولا اكتشافها في وقت مبكر، وهذا ما دفع إلى توظيف الموقف في البازارات السياسية بعد أن كان الجيش اللبناني قد تعرض لحملات مشبوهة ومركزة من قبل الفريق الذي يدعوه راهنا للدخول إلى المخيم وتحويله إلى نهر بارد اذا لزم الامر.

في هذا السياق، تكشف مصادر قيادية جنوبية معنية بالملف الفلسطيني أنّ ما يشهده المخيّم راهناً ليس وليد ساعته، ولم يأت بالصدفة، بل إنّ التحضيرات لمثل هذه الاجواء الملبدة يتم التحضير لها منذ سنوات بعلم من القادة الصيداويين وتسهيل منهم ودعم مالي وسياسي من تيار المستقبل، ومن ممثليه في المدينة على غرار النائب بهية الحريري التي كانت قد جاهرت في وقت من الاوقات بهذا الدعم تحت عناوين انسانية واجتماعية تخفي وراءها الكثير من المشاريع والعناوين، تحولت في ما بعد إلى تنظيمات عسكرية فاعلة داخل المخيم وانطلقت من تسميات معروفة كجند الشام وفتح الاسلام وهذه تنظيمات لم يعد خافيا على احد الادوار التي لعبتها في نهر البارد والشمال اللبناني بشكل عام، وفي مدينة صيدا بشكل خاص، لاسيما ان التحقيقات بالتفجيرات التي طاولت قوات الطوارئ الدولية في الرميلة وصيدا وقفت عند حدود المخيم ولم تتمكن من التوغل ابعد من ذلك.

وتحذر مصادر صيداوية من الاستمرار في مخطط احراج المؤسسة العسكرية لاخراجها عن حكمتها في معالجة الامور من خلال المس بها امنيا بعد الحملة الاعلامية والسياسية التي طاولتها ووصلت إلى حدود شن حملات مركزة على وزير الدفاع الذي كان السباق إلى تسمية الامور باسمائها ووضع الاصبع على الجرح والمجاهرة العلنية بوجود خلايا تابعة لتنظيم القاعدة، وذلك في محاولة جادة للتعتيم على ما يجري داخل المخيم من جهة، وعلى طول الحدود مع سوريا كمن جهة ثانية.

وما يعزز الخشية من انفجار الوضع انطلاقا من داخل المخيم سلسلة عوامل ومؤشرات بدأت مع التقارب بين حركتي فتح وحماس، وانتقال الاخيرة من سوريا، وتاليا ابتعاد القواعد الحماسية عن قياداتها لاسباب مبدئية تتعلق باصرار الحماسيين على متابعة الكفاح المسلح ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي خلافا لتوجهات حركة فتح، وبالتالي انتقال الكثير من مقاتلي حماس إلى سائر التنظيمات الرافضة والراديكالية، ما ادى بدوره إلى اعادة خلط الاوراق على مستوى مخيمات الشتات، بحيث تخلص المصادر إلى حتمية المواجهة عاجلا ام آجلا.

المصدر: النشرة