القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

عين الحلوة .... بين المضايقات والتصريحات

عين الحلوة .... بين المضايقات والتصريحات

بقلم: محمد أبو ليلى

يعود مخيم عين الحلوة اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان من حيث المساحة وكثافته السكانية البالغة حوالي 75 الف نسمة الى الواجهة الإعلامية من جديد لتدور احداثه هذه المرة بعد إعلان مخابرات الجيش اللبناني عن الشبكة السلفية التي يتزعمها "توفيق طه" المتواري عن الانظار في مخيم عين الحلوة والتصريحات الخطيرة الصادرة من قبل بعض دعاة التهجير.

فبعد المطالبة بتسليم "توفيق طه" الى القضاء اللبناني وعدم تسليمه الى الان، قام الجيش اللبناني بتشديد إجراءاته الامنية على مخيم عين الحلوة لوقف ما اسماه "تهريب السلاح وخروج الإرهابيين من مخيم عين الحلوة وذلك بهدف الحفاظ على امن الوطن...

وفي سياق نفسه خرج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لمطالبة تسليم "توفيق طه" وإن لم يسلم فلا مانع من نهربارد آخر حيث دعى "إلى الدخول إلى مخيم عين الحلوة لإعتقال توفيق طه المطلوب بتهمة تنظيم الخلية الإرهابية، حتى ولو أدى ذلك إلى مخيم نهر بارد ثاني".

"حتى ولو أدى الى مخيم نهر بارد ثاني" تصريح خطير يصدر عن "مسؤول لبنان" واضح بأنه لا يدري ماذا يقول فعلاً!. فهل يعلم أن مخيم عين الحلوة يتواجد فيه اكثر من 75000 الف لاجئ فلسطيني؟؟؟ وان نصف هذا العدد تقريباً هو من الاطفال والنساء؟؟؟؟ وهل من المعقول ان يكون سكان مخيم عين الحلوة ضحية سبب امني لا علاقة لهم به؟؟؟.

وإضافة الى هذا التصريح فقد خرج قبل أشهر مسؤول لبناني يدعوا اللاجئين الفلسطينيين بالهجرة وان لبنان لا يتسع لهذا العدد الكبير آخر يقول بأن بلاد الله واسعة وعلى الفلسطيني الخروج من لبنان وان ابرز المشاكل التي يعانيها لبنان هي بسبب التواجد الفلسطيني فيها. والسؤال الجوهري هنا هو هل اللاجئ الفلسطيني هو سبب ازمة الديون العامة في لبنان؟ وهل هو نفسه سبب ازمة انقطاع الكهرباء فيها؟ اما هو الذي كان يبيع اللحوم الفاسدة قبل اسبوع من الان؟؟

وإضافة الى دعوتهم المتكررة لتهجير اللاجئ الفلسطيني من لبنان، يعملون ليلاً ونهاراً لصد اي مشروع يعطي اللاجئ الفلسطيني ابسط حقوقه ومنها الطبابة والعمل والتملك بحجة التوطين التي يرفضها اللاجئ الفلسطيني اصلاً.

ونتيجة الى المضايقات المستمرة والتصريحات التي لا تخدم المصلحة الفلسطينينة واللبنانية، خرج اهالي مخيم عين الحلوة للتظاهر مطالبين المؤسسة العسكرية بوقف التضييق ومطالبة الحكومة اللبنانية تحمل مسؤوليتها إتجاه التصريحات العنصرية التي يدلي بها بعض المسؤوليين اللبنانيين.

خلاصة القول، إن التحركات التي قام بها الاهالي في مخيم عين الحلوة محقة وتهدف الى إرسال رسالة الى كل من يعنيه الامر من جهة ان لهذا اللاجئ الفلسطيني حق بأن يعيش بكرامة الى حين العودة رافضاً التصريحات العنصرية الصادرة من بعض القوى اللبنانية والتأكيد بأنه من الغير مقبول دفع مخيم عين الحلوة ثمن فاتورة خلل امني لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد، اما من جهة اخرى فعلى اللاجئ الفلسطيني ان يدرك تماماً بأن امن المخيمات من امن لبنان ولذلك التأكيد والحرص على التحرك السلمي حفاظاً على امن مخيم عين الحلوة وجواره.