القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عين الحلوة: مبادرة انسانية راقية

رأفت مرّة / كاتب فلسطيني

دعاني صديق عزيزأمس السبت، لحضور إفطار في مخيم عين الحلوة، وبسبب الاحترام الكبير الذي أكنه لهذا الصديق، ومكانته، قبلت الدعوة ووافقت على الفور رغم رغبتي الشديدة هذه الأيام في تناول الإفطار في المنزل.

على مدخل مخيم عين الحلوة، تسمع تلاوة قرآنية عطرة من مكبرات الصوت في المساجد..

شباب وعمال يدخلون المخيم إلى منازلهم، رائحة الطعام تفوح في ارجاء الزواريب الضيقة..

أطفال يلعبون على المراجيح، وهم فرحون بهذه الألعاب قبل ثلاثة أسابيع من عيد الفطر.

أجواء المخيم هي اجواء رمضانية رائعة، هذا المخيم كما باقي المخيمات الفلسطينية في لبنان كانت تحتفل في الليالي السابقة بالعمليات الاستشهادية في فلسطين.

في مخيم عين الحلوة، رأيت أمس قضية في غاية اللطف والمحبة والإنسانية :

ونحن ننتظر بعض الزملاء للوصول، اقترب منا رجل مسن، بسيط، يدفع دراجة هوائية، (بسكليت)، يضع صندوقا كبيرا في آخر الدراجة، فيه قوارير من الماء، ولفافات نايلون من حبات التمر .

اقترب هذا الرجل منا وهو مبتسم، وبدأ بإعطائنا قوارير الماء وحبات التمر.

أعطى الجميع دون استثناء.. وهو مبتسم..

ظننت بداية انه بائع متجول، لكني لاحظت ان الشباب يأخذون منه الماء والتمر بشكل عادي وطبيعي دون أن يدفعوا له شيئا.

سألت الشباب عن الرجل، قالوا انه فاعل خير من ابناء مخيم عين الحلوة، يسير في المخيم، يوزع الماء والتمر في سبيل الله، يريد الأجر والثواب من الله، اجر الصائم فقط.

قالوا ان هناك العشرات مثل هذا الرجل، ينتشرون في المخيم، يوزعون الماء والتمر في سبيل الله.

لاجئون، فقراء، معظمهم بلا عمل، يكرمون الانسان، يتطلعون إلى الله ..

حدثنا مرافقنا عن المبادرات الشبابية في المخيم التي توزع الطعام والخضار والثياب على العائلات.

انه شهر الخير والبركة يشرق في مخيم عين الحلوة، محبة وانسانية.

تقبل الله من هذا الرجل، ومن امثاله، ومن كل أصحاب المبادرات.

هذا هو مخيم عين الحلوة، مخيم الخير والعطاء، هذه صورته الحقيقية..