القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

غزة بين تفاقم الأزمات.. والتعقيدات السياسية

غزة بين تفاقم الأزمات.. والتعقيدات السياسية

محمد فروانة

تبددت آمال العديد من الفلسطينيين في قطاع غزة بعد مــرور نحو شــهر على تشكيل حكومة التوافق الوطني، وذلك بعدما كان سقف التوقعات عالياً في أن تحدث المصالحة الوطنية تغييراً حقيقياً في القطاع المحاصر، وأن تساهم في تحسين الأوضاع المعيشية.

ومع بدء شهر رمضان، تزداد الأوضاع المعيشية والاقتصادية سوءا، خصوصاً في ظل عدم استلام موظفي الحكومة السابقة في غزة رواتبهم منذ ثلاثة شهور.

كذلك، أصبح المشهد السياسي أكثر تعقيداً بعدما عبّر نائب المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق عن خشيته، أمس الأول، من أن «تكون حماس مدعوة للعودة إلى حكم غزة حفاظاً على أمن أهلها وسلامتهم»، وقوله إن «غزة تعيش في فراغ... فلا هي تحت مسؤولية الحكومة السابقة، ولا هي تحت مسؤولية حكومة الوفاق الوطني».

ويؤكد الخبير والمحلل الاقتصادي ماهر الطبّاع أنّ الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة صعبة للغاية، واصفاً المرحلة التي يمر بها الفلسطينيون بـ«الكارثية».

وفي حديث إلى «السفير»، يقول الطبّاع إنّ تشديد الحصار الإسرائيلي على غزة وإغلاق معابرها ومنع دخول كافة احتياجات السكان فاقم الأزمة، موضحاً أنّ «نسبة الفقر ومعدلات البطالة ارتفعت بشكل كبير، إذ بلغت 41 في المئة، ومن المتوقع أن تزيد لتصل إلى نسبة 44 في المئة، ما يعني ارتفاعا في عدد العاطلين عن العمل لأكثر من مئتي ألف عامل».

ويلفت الطباع، وهو رئيس الغرفة التجارية الفلسطينية في غزّة، إلى أنّ اكثر من 600 ألف شخص في قطاع غزة، أي ما يوازي نسبة 30 في المئة من عدد السكان الإجمالي، أصبحوا من دون دخل يومي، مشيراً إلى أن المواطنين تفاءلوا بعد تشكيل الحكومة الحالية لكنهم الآن يدفعون ثمن الانقسـام ويعانون من تبعاته.

وفي موازاة ذلك، يتهم النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس إسماعيل الأشقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ«تنفيذ مؤامرة ضد قطاع غزة» من أجل تركيع أهلها، لافتاً إلى أنه «يتحمل وحده المسؤولية الكاملة عن كل ما يحدث لغزة من قطع للكهرباء وجرائم وعدم حصول موظفي الحكومة السابقة على رواتبهم منذ ثلاثة شهور».

وفي حديث إلى «السفير» يقول الأشقر إنّ «عبّاس تنصل من اتفاق المصالحة، وهو الآن يتحمل المسؤولية أمام الشعب الفلسطيني، فقد مر شهر على تشكيل حكومة التوافق ولم يتغير شيء، ولا بد من الإعلان عن بروتوكول لتفعيل المجلس التشريعي، وتطبيق اتفاق المصالحة بشكل فعلي على الأرض». ويتابع «هناك مؤامرة واضحة المعالم، وما يحدث هو جريمة كبيرة وخيانة عظمى».

بدوره، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أنه من «غير المعقول بمجرد تشكيل الحكومة وتوقيع اتفاق المصالحة أن نرى نتائج على الأرض»، مؤكداً أن المصالحة أمامها الكثير من العقبات.

ويوضح عوكل في حديث إلى «السفير» أنّ هناك إهمالا من قبل حكومة التوافق تجاه أزمات قطاع غزة، لكنه يرى أن هذا الإهمال لن يطول. ويشدد على أنّ الفلسطينيين في غزة هم من يدفعون الثمن.

من جهته، يؤكد المتحدث باسم حكومة التوافق الوطني إيهاب بسيسو أنّ هناك تواصلا ما بين الوزارات في رام الله وغزة بشكل مستمر، نافياً تهميش الحكومة لغزة أو التنصل من مسؤولياتها تجاهها.

ويقول بسيسو لـ«السفير» إنّ هناك تواصلا بشكل يومي مع الوزارات كالعمل والأشغال العامة والإسكان والوزارات الأخرى، من أجل تذليل الصعاب وإيجاد حلول لكل الأزمات والقضايا العالقة. ويضيف «عندما شكلنا الحكومة قلنا بوضوح إنّ المهام غير سهلة والقضايا عميقة».

ويوضح أنه بالرغم من كل التحديات التي تواجهها الحــكومة، فإنها ماضية في إزالة آثار الانقسام، مشــدداً على أن هناك مسؤولية على الأطراف السياسية التي وقعت اتفاق المصالحة ولا يقتصر الدور على الحكومة فقط.

ويرى بسيسو أنّ «الذين وقعوا الاتفاق يدركون ويعرفون حجم التحديات والمخاطر التي ستواجه هذه الحكومة».

المصدر: السفير