القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

غياب قناة القدس ليس نهاية الصوت المقاوم

غياب قناة القدس ليس نهاية الصوت المقاوم

أحمد الحاج

على قدر الألم الذي أصاب كل عامل أو محب للقضية الفلسطينية جراء إغلاق قناة القدس، إلا أنه يُحسب للقائمين عليها جرأة اتخاذ هكذا قرار. كان يمكن أن يتركوا الأمر عائماً، فيأمل العاملون والموظفون، زيفاً، أن انفراجة مالية قادمة، وتتراكم الديون على كاهل القناة، وتترهّل البرامج، فتصبح القناة هيكلاً وشكلاً دون معنى ومضمون.

الإعلام العربي غير الرسمي كله تقريباً أصابته أزمة مالية خانقة. صحف تُغلق، وقنوات تودّع برامج، وبعضها أقفل أبوابه نهائياً. حتى إن بعض القنوات الإخبارية الكبرى المدعومة من دول نفطية، راحت تستغني عن كثير من موظفيها لتخفيف الأعباء المالية. فما بالكم بقناة تُحاصَر قبل أن تحتفل بعيد ميلادها الأول. لا إعلانات. اعتقالات للمراسلين. ملاحقة الحسابات المالية. ورغم ذلك استطاعت قناة القدس أن تقدّم الكثير، خصوصاً في أوقات تعرّض المقاومة والشعب لعدوان، وكذلك في ذورة الأزمات والاعتداءات على المقدسات.

من الممكن أن يكون هناك بعض الأخطاء الإدارية في القناة، وهذا وارد في أية مؤسسة، لكن لا يصحّ أن يُقال إن هذه الأخطاء هي السبب في الوصول إلى هذه النتيجة. فأي تصحيح إداري، لو صحّ الحديث عن الأخطاء، كان أهون من قرار إغلاقها. فالقضية أعمق، هي قضية حصار مقاومة وصوتها. فهل عاهدها بعض أنصارها على الغنم دون الغرم كما تشي أصوات؟

لن يختنق صوت المقاومة بإقفال قناة القدس. فالمقاومة حققت إنجازات، وتوسّعت قبل انطلاق القناة، وتستطيع أن تجد منابر إعلامية كثيرة تعوّضها ما خسرته، وأن تزيد فعاليتها في منابر أخرى خبرتها، أهمها منابر المساجد. وكما برعت بالدعوة الفردية تستطيع أن تبرع بالإعلام الفردي، حيث كل مقاوم أو مناصر للمقاومة هو منبر إعلامي. هناك الكثير من البدائل حتماً في عالم الوسائط والتقنيات المتعددة. وكلنا أمل أن نشاهد ذلك قريباً ليعوّضنا غياب قناة أحببناها.