فلسطين في الأمم المتحدة
بقلم: كمال فضل الله
تناقش الأمم المتحدة في
السابع والعشرين من أيلول الحالي قراراً برفع فلسطين من مراقب إلى دولة غير عضو فيها
بتأييد أكثر من مائة وخمسين صوتاً وفق ما يُشير إليه الاهتمام العالمي بهذا الموضوع
الحيوي تكفيراً عن جريمة احتلال ارض الغير بالقوة خلافاً لميثاق المنظمة العالمية وتجاوباً
مع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام ثلاثة وسبعين.
وسيسهم إحياء ذكرى التضامن
مع فلسطين نفسه على المناقشات نتيجة الإجماع على امتلاك الشعوب استقلالها وسيادتها
على أرضها ومنع التدخل في شؤونها ويجب الا يكون هناك تناقض بين النص وبين الممارسة
من اية جهة لأنها بذلك تتنكر لمبادئها، ولا يجوز التفريق بينها وبين الممارسة العملية
حتى لا تسود نزعات الهيمنة والتسلط لمن يملكون القوة العسكرية والقدرة على العدوان،
وهذا ما يدفع الأمم المتحدة والنافذين فيها إلى الالتزام بما تنص عليه المواثيق ومبادئ
السلام.
ولا تمنع معارضة أميركا
للتوجه الفلسطيني من اتخاذ القرار وإن كان غير ملزم إلا في مجلس الأمن، وهي تملك استخدام
حق النقض، وتواجه أيضاً من لهم موقف مناهض لها مثل روسيا والصين وعدد من المجموعة الأوروبية
حيث تبرز استعدادات لاتخاذ ما يسهم في حل أزمة الشرق الاوسط ودفع مفاوضات السلام إلى
النجاح بدءاً من اعتماد خارطة الطريق التي
وضعتها اللجنة الرباعية وأميركا من أعضائها والاقدام على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة
عاصمتها القدس.
وإذا كانت المرحلة الراهنة
تشهد المزيد من التجاذبات صراعاً على النفوذ والاحتفاظ بالتأثير على مجريات الحوادث،
فإنها تدعو إلى التأمل الاعمق في ما يمكن أن يستجد في حال وصلت التداعيات إلى ما يشبه
الحرب الباردة على الرغم من كثرة عدد الضحايا والتدمير العنيف في وقت تجهد جهات دولية
لايقاف موجة العنف المرفوض من الشعوب كافة، إضافة إلى ما يوفّر نجاح مهمة المبعوث الأممي
الأخضر الإبراهيمي.
ويساعد على الأخذ بطلب
الرئيس عباس والدول المؤيدة له موقف عربي موحد يرسخ القدرة على امتلاك ما يُعزّز الحضور
في المنظمة العالمية والقمم والمؤتمرات، مع الإفادة من التسابق على الاقتراب من دول
الربيع العربي بعيداً من التريث بانتظار ما تسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية
التي ترشح الرئيس أوباما للعودة ثانية إلى البيت الأبيض.
وبالطبع فان إسرائيل ستلجأ
إلى أساليب تجيدها للتأثير على تلك الانتخابات بالضغط على واشنطن للموافقة على شن عدوان
من دون التفكير بأنه لن يكون نزهة بل زلزالاً تصل حممه إلى أبعد من منطقة الشرق الأوسط،
وهذا ما يدعو أكثر إلى التفكير العميق مع اليقين بأن مطلب عباس سيجد موافقة العدد الأكبر
من الدول ولن يكون لمعارضة أميركا تأثيراً عملياً.
المصدر: اللواء