فلسطين في قمة العرب
بقلم: فايز أبو شمالة
لم تغب القضية الفلسطينية عن خطاب كل الرؤساء والملوك العرب، إنه الحضور
الرسمي للقضية الفلسطينية الذي يعكس الحضور الشعبي الراسخ في قلب وروح الشعب العربي.
تحدث كل المتكلمين العرب عن حل عادل للقضية الفلسطينية، كل المتحدثين دعوا
إلى نزع فتيل التفجير من المنطقة من خلال حل القضية الفلسطينية، ومعظم المتحدثين دعوا
إلى استئناف المفاوضات مع (إسرائيل)، ولم يتجاوز أي رئيس عربي أو ملك هذا الإطار من
التذكير بأهمية القضية بما في ذلك الرئيس الفلسطيني؛ الذي لم يدع العرب إلى العمل على
تحرير فلسطين، ولم يدع العرب إلى تطبيق نموذج عاصفة الحزم على الأراضي التي يحتلها
الإسرائيليون، ولم يدع إلى قطع علاقات بعض الدول العربية مع الإسرائيليين، ولم يدع
العرب إلى دعم انتفاضة فلسطينية سلمية أو شعبية ضد المحتلين الإسرائيليين.
السيد عباس اتهم الإسرائيليين بالتنكر للشرعية الدولية، واتهمهم بعدم الاستجابة
لمبادرة السلام العربية، واتهمهم بانعدام الشريك له في السلام، واتهمهم بمواصلة عدوانهم
على الأرض، وبمواصلة خططهم لتهويد القدس، واتهم الإسرائيليين بعدم الجدية في تحقيق
السلام، وعدم المصداقية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
لقد أسهب السيد محمود عباس في وصف الممارسات الإسرائيلية العدوانية على
الأرض، ولكن قصر المطلب الفلسطيني على توفير شبكة أمان مالي، وتحدث عن أهمية شرح المبادرة
العربية لأعضاء الكونجرس الأمريكي، والاتحاد الأوروبي، والهدف من ذلك هو كسب التعاطف
الدولي مع المبادرة العربية التي ستقود إلى استئناف التفاوض مع الإسرائيليين.
إذا كانت هذه هي المطالب الفلسطينية المتواضعة من القمة العربية، فلا يمكننا
بعد ذلك أن نطالب من الملوك والرؤساء العرب بأن يكونوا فلسطينيين أكثر من قيادة الشعب
الفلسطيني، بعد ذلك لا يمكننا أن نصف العرب بالقصور والتخلي عن القضية الفلسطينية،
طالما لم يطالب السيد عباس قادة العرب بفك الحصار الإسرائيلي عن غزة، ولم يطالب القادة
العرب بالعمل على تحرير القدس، ولم يطالب العرب بالعمل لوقف التوسع الاستيطاني، ووقف
الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، ولم يطالبهم بمزيد من الحشد المقاوم للسياسة
العدوانية الإسرائيلية.
واكتفى بمطالبتهم بشبكة الأمان المالي التي تضمن تواصل عمل السلطة.
المصدر: فلسطين أون لاين