القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

فلسطينيّو الشتات لا يدرسون تاريخهم

فلسطينيّو الشتات لا يدرسون تاريخهم

بقلم: انتصار الدنان

في مخيّمات اللجوء المنتشرة في دول جوار فلسطين، يعيش فلسطينيّو الشتات. هم على بُعد بضعة كيلومترات من أرض لهم يحتلها الإسرائيلي، لكنّ أبناء الجيل الجديد لا يعرفون الكثير عن تلك الأرض.

يقول أحمد (13 عاماً)، من مخيّم عين الحلوة في جنوب لبنان، إنه "فلسطينيّ، لكنني ولدت في لبنان، لأن الإسرائيليين يحتلون بلدي". يضيف: "أخبرني جدّي أنني من مدينة حيفا".

ويوضح هنا، الباحث جابر سليمان، أن "تعرّف التلاميذ الفلسطينيّين على جغرافيا فلسطين وتاريخها ليس مسألة أكاديميّة، إنما يتعلّق بموضوع الهويّة الفلسطينيّة. وذلك يرتبط بتشتت المجتمع الفلسطيني وتجزّؤ حركته السياسيّة، وخضوع الفلسطينيّين في مناطق الشتات المختلفة لظروف اقتصاديّة واجتماعيّة وثقافيّة مختلفة، بحسب الدولة المضيفة التي استقروا فيها".

ويشير إلى أن ثمّة "تشظياً في الهويّة الثقافيّة الفلسطينيّة، والمطلوب اليوم إعادة توحيد أو تشكيل الوجدان الثقافي الفلسطيني ووجدان الشعب. وتساعد في ذلك مواد كتابَي التاريخ والجغرافيا، وأيضاً التراث الشعبي الفلسطيني، لا سيّما الأغاني والحكايات".

في الأردن وسورية، مثلاً، تساهم المناهج التعليميّة في تدريس جغرافيا فلسطين وتاريخها، في حين يختلف الأمر في لبنان. فوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين، (الأونروا)، تتبع سياسة الدولة المضيفة، وكتب التاريخ المتوفّرة بين أيدي التلاميذ لا تتضمّن في المرحلة المتوسطة إلا القليل عن اتفاقيّة سايكس بيكو مثلاً، وعن الثورة العربيّة الكبرى.

من هنا، كانت محاولات من قبل جمعيات أهليّة في مخيمات لبنان، للعب دور تعليمي في هذا المجال. فاستحدث برنامج في رياض الأطفال لهذا الغرض، في حين راحت بعض الفصائل تنظّم نشاطات ثقافيّة لنشر الفلكلور الفلسطيني. لكن هذا كله لا يبدو كافياً، فثمّة نقص كبير يُسجّل في هذا المجال بين أبناء الجيل الجديد. لذا يجب التركيز على ترسيخ الهويّة من خلال التوعية حول نضال الشعب الفلسطيني وكفاحه.

ويشدّد سليمان على "التشويه الذي حصل مع انطلاق عمليّة السلام، إذ راحت تُسجّل دعوات للتطبيع بين الشباب الفلسطيني والإسرائيلي، في حين كانت الرواية التاريخيّة الفلسطينيّة تشوَّه وتُجتزأ". يضيف: "كأن نكبة الشعب الفلسطيني بدأت في عام 1967 وليس في عام 1948. ثمّة تجاهل مطلق للنكبة وما جرى في خلالها من اجتثاث شعب كامل من أرضه، وتجريده من تراثه وحضارته وثقافته".

ويتابع: "هذا الاجتثاث للهويّة الفلسطينيّة تتحمّل مسؤوليته منظمة التحرير الفلسطينيّة والفلسطينيون أنفسهم، ومن ثم المجتمع المدني والأهلي".

المصدر: العربي الجديد