فلسطينيو سورية رحلة الموت هربا..ً من الموت
بقلم:
وسيم محمود
سنوات
الحرب السورية والصراع الدائر الذي مازال مستمراً، كانت ثقيلة على فلسطيني سورية،
فالمخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية مدمرة أو شبه مدمرة بفعل الحرب، وهذه
الحرب الدائرة أودت بحياة قرابة 3089 فلسطيني منذ إندلاعها ولغاية 2015 ، والرقم
مفزع، وهذا كله أجبر عشرات الآلاف على النزوح الداخلي أو اللجوء والهجرة الخارجية.
لكن
كل الطرق مغلقة أمام الفلسطيني، ولا يستطيع عبور أي دولة بطريقة شرعية،خصوصاً بعد
إغلاق لبنان حدودها بوجه الفلسطيني في بداية صيف 2014.
لكن
الطريق الأبرز كان العبور إلى تركيا بشكل غير قانوني، وهذا الطريق من جنوب سورية
الي شمالها وصولاً للحدود التركية محفوف بالمخاطر، والعشرات فقدوا على هذا
الطريق، ويقول البعض: لا طريق سواه.
بعد
الوصول إلى تركيا يتم التوجه إلى مدينة أزمير نقطة الانطلاق وركوب بحر إيجة الواصل
بين تركيا وجزر اليونان. هناك تعرض الكثير لحالات الغرق الجماعي وللاحتيال
والابتزاز من قبل عصابات التهريب وتجار البشر، الجميع دفعوا كل ما يملكون من مال
في سبيل هذه الرحلة المجهولة، طعماً بالوصول إلى الفردوس الأوروبي.
الحكومات
الغربية ومنظمات حقوق الإنسان دقت ناقوس الخطر لكثرة الغارقين بالبحر، ووصفت هذه
الوسيلة للوصول بـ "الانتحار الجماعي" أي ركوب العشرات في
"بلم" مطاطي لساعات في عرض البحر.
أكثر
هؤلاء المهاجرين يقولون "لا طريقة أخرى أمامنا،نريد النجاة بأروحنا
وأطفالنا،فالموت واحد."
الحكومات
الغريبة بدأت إجراءات لمعالجة مشكلة تدفق اللاجئين،عبر إغلاق الحدود تارة،وملاحقة
عصابات المهربين تارة أخرى، وغيرها من الاجراءات، متناسيين السبب الرئيسي الذي دفع
هؤلاء للهجرة،ألا وهو "الموت المباشر" في بلدهم.
الحرب
المستعرة في سورية وخصوصاً في السنة الأخيرة 2015 أجبرت الآلاف من الفلسطينين
والسوريين إلى الهجرة غير الشرعية سواء لدول الجوار السوري أو ركوب البحر وصولاً
لدول الاتحاد الأوربي.
بعض
المنظمات الحقوقية المعنية بالحالة الفلسطينية في سورية وثقت وبالأرقام أعداد
الفلسطينين ممن نزحوا داخلياً عن مخيماتهم وتجمعاتهم،أو الذين هاجروا الي دول
الجوار وأوروبا.
مجموعة
العمل من أجل فلسطينيي سورية أصدرت مع
بداية 2016 تقريراً عن هذه الأعداد ومنها
أن 280 الف فلسطيني نزحوا داخلياً في
سورية، ووصل 71.206 ألف فلسطيني إلى
أوربا، و42500 في لبنان،و 15ألفاً في الأردن، و 8000 في تركيا، و 6000 في مصر،
و1000إلى قطاع غزة المحاصر.
وهذه
الأرقام الكبيرة والمرعبة التي تدل على حجم معاناة فلسطيني سورية، ويذكرنا هذا بما
حصل سابقاً للفلسطينيين في العراق بعد الإحتلال الأمريكي البريطاني وتهجير
المليشيات لفلسطيني العراق،وأيضا هجرة
عشرات الآلاف من فلسطيني لبنان في السبعينيات والثمانينيات بفعل الحرب الأهلية
والاجتياح الإسرائيلي .
يبقى
اللاجئ الفلسطيني في دول الشتات يعاني من مرارة نكبة 1948، ويتأثر بقصد أو بدون
بالأحداث والحروب الدائرة في دول الشتات،ويهاجر مرة أخرى فاللاجئ الفلسطيني الآن
يحمل نكبتين وابن نكبتين.
المصدر:
مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية