فلسطينيو سورية
في لبنان إما الهجرة أو العودة لفلسطين
فايز أبو عيد
لا بد من التساؤل
بداية، من أوصل اللاجئ الفلسطيني إلى هذه الحالة من اليأس ودفعهم دفعاً إلى اختيار
بلاد الغرب كملاذ أمن لهم بدل بلاد العُرب يقول الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود
:
ســأحمل روحــي
عـلى راحـتي وألقــي بهـا فـي مهـاوي الـردى ...
فإمــا حيــاة تســر الصــديق وإمــا ممــات يغيــظ العــدى
هذان البيتان الشعريان
يصفان حالة اللاجئ الفلسطيني المقيم في لبنان والفلسطيني السوري المهجر إلى لبنان،
هو ليس فقط حامل لروحه على كفيه وإنما بات يحمل كفنه بين يديه، وبات يفضل الردى على
العيشة الرديئة والسيئة التي يحياها بلا حرية وكرامة في بلاد العرب، لم تعد تعني له
الحياة شيئاً وهو يستجدي رغيف الخبز ويناشد من أجل أخذ حقوقه أسوة بأشقائه.
يرى أطفاله يموتون
أمام ناظريه وهو لا حول ولا قوة له، محبوس في مخيمات لا ترقى للحياة الإنسانية، متهم
بشكل دائم ودون أدلة وبراهين بأنه إرهابي وعلى هذا الأساس يُعامل.
لسان حال اللاجئ
الفلسطيني يقول: لا نريد مزاودة من أحد أنا أكثركم حفاظاً على حق العودة وحباً لفلسطين،
لا نريد من ينظر علينا نريد حلولاً لأوضاعنا المعيشية والقانونية والاقتصادية المأساوية
المزرية، أما أن تعيدونا إلى وطننا فلسطين أو تهجرونا لنعيش حياة كريمة ونحافظ على
ما تبقى من إنسانيتنا، نريد أن تصان كرامتنا في بلاد العرب، ولا نريد منهم أن يحرروا
لنا فلسطين فنحن الأقدر على تحريرها.
الدعوات التي كانت
انتشرت على موقع التوصل الاجتماعي من قبل الأهالي للخروج للتظاهر بالمطالبة بالهجرة
ستواجه بموجة من المنظرين الذين يخونون أصحابها، ويتهمونهم بالتخلي عن حق العودة إلى
ثرى وطنهم.
لكنهم بينهم وبين
أنفسهم مقتنعين أن دعوتهم محقة وهي نابعة من اليأس الواضح الذي وصل إليه اللاجئ الفلسطيني
في لبنان، لذلك يتوجب على الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير التحرك على المستوى الدولي
والعربي والإسلامي للحفاظ على حقوق أبناء شعبها، والمطالبة بمعاملتهم أسوة بمواطنين
الدول العربية إلى حين عودتهم إلى وطنهم، وعلى الفصائل الفلسطينية مجتمعة نبذ خلافاتهم
والعمل على توحيد خطابهم السياسي ليكونوا يد واحدة لخدمة اللاجئ الفلسطيني وصون كرامته.