القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

فلسطينيو سورية: ماذا لو دام المؤقت؟!

فلسطينيو سورية: ماذا لو دام المؤقت؟!

بقلم: ياسر عزام

نصرّ، نحن الفلسطينيين، على حق العودة بكل أشكاله، وخصوصاً ذلك الذي يطمئن الدول المضيفة، فكيف إذا كان في هذه الدول جناحٌ عنصريٌ مقيتٌ يتعاطى مع الفلسطيني بسياسةٍ طاردة؟!

رغم كل العنصرية التي ينضح بها خطاب التيار الذي يمثله الوزير جبران باسيل، ورغم كل ما بات يِرْشح ممن يدورون في فلكه من أصحاب الطموحات النيابية، أو من بعض المتحالفين معه والمدافعين عنه.. فإن الساحة الفلسطينية تؤكد للمرة الألف أنها مع عودة اللاجئين من سورية إلى لبنان بأسرع وقت ممكن، شرط ضمان أمنهم وسلامتهم أولاً، على أن ذلك ليس استجابةً لمخاوف البعض بقدر ما هو قناعة لدى الفلسطينيين، ويعدّونه من ثوابت العمل السياسي الفلسطيني.

ولكن ذلك لا يعني أن نُبقي على اللاجئين في حالة مأساوية بعيدة عن الواقع الحاصل أو تعامياً عن مأساتهم وجراحهم.. وهذا يقتضي العمل على تنظيم حياتهم في هذا البلد ريثما يستطيعون العودة إلى مخيماتهم في سورية، وعدم الوقوف أمام هذه التجربة متفرجين، أو التصرف معها بردّات الفعل، أو العمل بالمنطق الإغاثي فقط، فهذا سيكون ضرباً من السطحية والانفعالية، البعيدة عن العمل الاستراتيجي.

من هنا، لا بد من إيجاد هيكلية حاضنة تهتم باللاجئين من سورية تنموياً، أي إدارياً وصحياً وتعليمياً وتشغيلياً وتنظيمياً، بحيث يمكن إحصاء الكفاءات والمهن والقدرات لدى اللاجئين، وتوفير فرص عمل توفر مردوداً لهم يستطيعون أن يستغنوا به عن الطرود الغذائية. وإنشاء لجنة منهم تهتم بشؤونهم وترعى مصالحهم.. حتى العودة الحتمية والقريبة.

أعلم أن هذا الكلام سيضرب على عصب بغيض لدى بعض اللبنانيين المعروفين بعنصريتهم، لكنني أعلم أن هذا العصب قد توتّر من العنوان الذي وضعته في مقدمة هذا النص. وبرأيي، لا بديل عن إدارة الأمر بهذه الطريقة، في ظل عجز الحكومة اللبنانية والهيئات الخيرية والمنظمات الدولية والأهلية، والدول العربية والإسلامية المانحة وكل العالم، عن إيجاد حل لهؤلاء اللاجئين الذين أثبتت التجربة أن «المؤقت» يدوم لديهم إذا لم يعملوا بجدّ من أجل إيقافه، وليست تجربة نهر البارد مثلاً وحيداً على هذا الواقع.

باختصار، لا للعنصرية.. نعم للاحتضان.

لا للتشرد والتهجير.. نعم للعودة.

لا للإذلال في المعونات.. نعم للعيش بكرامة حتى العودة.

لا لمنطق الإغاثة.. نعم للتنمية.

لا للتعامل الانفعالي.. نعم للتخطيط الاستراتيجي

نعم لنكون يداً واحدةً وشعباً واحداً، نواجه معاً الرياح والحروب والأعاصير.. لنعيش بكرامة ونكمل طريقنا من أجل تحرير فلسطين والعودة الكريمة والحرة والكاملة.

المصدر: البراق – بصراحة – شباط 2013