القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

فلسطينيو سورية يدعون العالم للتدخل من أجلهم

فلسطينيو سورية يدعون العالم للتدخل من أجلهم

بقلم: ابراهيم العلي

لم يعد خافياً على ذي بصيرة مأساة فلسطينيي سورية إحدى المخرجات الأليمة للأزمة السورية التي بدأت منذ آذار – مارس 2011 التي انعكست سلباً على كل مفاصل حياتهم سواء الذين تمسكوا منهم بالبقاء داخل سورية محاصرين أو نازحين أو الذين لجؤوا إلى خارج حدودها طلباً للسلامة والنجاة من لهيب النار المشتعلة هناك.

فاحصائيات الأونروا بينت أن حوالي 270 ألفاً من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين البالغ تعدادهم قبيل الأزمة السورية حوالي (560 الفاً) أصبحوا مهجرين داخلياً وأن (15500) لاجئاً فلسطينياً سورياً لجؤوا في الأردن و (42,500) في لبنان، و (1000) في قطاع غزة، وبحسب احصائيات غير رسمية فقد لجأ إلى مصر (6000) فلسطينياً، وإلى تركيا (8000)لاجئاً وأن أكثر من (71.2) ألفاً إلى أوروبا حتى نهاية ديسمبر- كانون الأول 2015.

وفي سياق تتبع رحلات اللجوء الجديد التي اتخذت أكثر من شكل وطريق بعدما اضطر اللاجئون لتسليم أنفسهم لابداعات مهربي البشر، تجد فيهم من أسعفه الحظ فوصل إلى مبتغاه " القسري " ومنهم من دفع حياته أو حياة أولاده ثمناً، ومنهم من أصبح عالقاً على الحدود عاجزاً عن الوصول إلى بلح الشام أو عنب اليمن.

تترد يومياً مناشدات وصرخات اللاجئين على الحدود العربية أو الاسلامية أو الأوروبية للمساندة والإنقاذ كتلك الصرخات التي أطلقها آباؤهم يوم غزى المحتل الصهيوني أرض فلسطين بل أشد وأقسى لأنهم في ذاك الحدث المشؤوم وجدوا النصير الذي يفتقدوه اليوم من أبناء جلدتهم.

مئات العالقين على الحدود المقدونية اليونانية بعد دخول الاتفاق الأوروبي التركي حيز التنفيذ يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويرفعون الصوت عالياً باتجاه للمنظمات الدولية وحقوق الإنسان ومنظمة التحرير الفلسطينية للتدخل من أجلهم، وكذلك العالقون على الحدود السورية التركية من الجهة السورية لا يستطيعون مُضياً إلى تركيا نظراً للتشديد الأمني والتكنولوجي لحرس الحدود التركي ولا إياباً إلى سورية بسبب الانتشار الكبير للحواجز الأمنية السورية والنظرة "التخوينية" التي يُنظرُ بها لكل من يحاول الخروج بهذا الاتجاه، فأينما يولوا وجوههم سيجدون الموت أو الاعتقال.

أما الأصوات المترددة من الحدود اللبنانية فما زالت تتعالى ولكنها تضيع وسط الضوضاء العارمة المسيطرة على الجو العام هناك، فمن عالق على الحدود ممنوع من الدخول، إلى موقوف في المطار في الترانزيت، إلى حائرٍ في بلاد بعيدة يود العودة إلى سورية عبر مطار بيروت فلايسمح له باستخدام بعض الخطوط الجوية لتقله إليه إلا بعد إبراز ما يثبت عدم رفض السلطات اللبنانية استقباله كالإقامة أو التأشيرة أو البرقية.

لقد تكررت حوادث إعادة الفلسطيني السوري القادم إلى لبنان للدول التي قدم منها على ذات الرحلة، وتشددت السلطات اللبنانية اتجاه من لا يحمل مبررات الدخول رغم وجود شطر العائلة فيها من زوجة وأبناء.

إن الأمثلة السابقة لحالات التوقيف وضروب معاملة اللاجئين الفلسطينيين من سورية ما هي إلا "غيض من فيض " فمن دمشق إلى بيروت إلى عمان إلى القاهرة إلى أنقرة إلى صربيا إلى جاكرتا إلى تايلاند إلى ماليزيا إلى البرازيل إلى تشيلي......الخ، تجد لكل لاجئ قصة وحكاية مأساوية، تملئ صحفاً وتستوجب حراكاً يرقى إلى مستوى الحدث وتحتاج إلى لفيف من المدافعين عن حقوق الانسان المدعومة سياسياً من قبل المرجعيات الوطنية الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية، للتخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتأمين طريق الوصول الآمن لوجهتهم في حياة كريمة لا وصب فيها ولا نصب لحين تحقق عودتهم إلى ديارهم في فلسطين.