فلسطينيو لبنان امام مخطط تهجيري
ناصر ستة
ملف اللاجئين الفلسطينيين شكل جوهر ونبض القضية
الفلسطينية وهو مدرج على لائحة التصفية في صفقة القرن إضافة الى ملف القدس وحل الدولتين.
الجانب الصهيو اميركي وباتفاق عربي يطرح إنهاء حق
العودة ويضغط باتجاه توطين الفلسطينيين في دول الشتات الامر الذي يرفضه الفلسطينيون
واللبنانيون.
اما بالنسبة للبنان فهو لا يرفضه من منطلق التمسك
بحق العودة إنما من منطلق ماكان يردد عن تداعيات ذلك على التركيبة الطائفية للبنان.
إذا طرح التوطين في لبنان كحل هو ليس بالطرح الواقعي
وهو ما قد يدفع ترامب الى الضغط على اوروبا لحل هذا الملف على اراضيها.
ويبدو ان التحضيرات لتهجير اللاجئين الفلسطينيين
من لبنان تجري على قدم وساق وهو ماتكشفه تصريحات جعجع اليوم والتي قال فيها انه
"لن يكون هنالك توطين للفلسطينيين في لبنان ويقدر عددهم مابين ٢٥٠ الفاً و
٢٧٠ ألفاً".
واضاف جعجع "سنطالب المجتمع الدولي باستيعاب
هذه الاعداد خارج لبنان" اي في اوروبا وكندا واستراليا وفق ماكان مخططا له منذ
سنوات.
موقف جعجع هو تعبير عن موقف الاحزاب اليمينية في
لبنان والنابع من موقف بشير الجميل سابقاً وهذه الأحزاب ناصبت العداء للفلسطينيين وكانت
حريصة على إفقارهم في لبنان وإعدام مستقبلهم لدفعهم للهجرة.
هل ينجح هذا المشروع بالنسبة لفلسطينيي لبنان؟
اعتقد ان الظروف المحيقة باوضاع الفلسطينيين في
لبنان مهدت الطريق أمامهم للقبول في الهجرة الى اوروبا سعياً وراء الحلول الاجتماعية
والاقتصادية لأوضاعهم المعيشية التي شكلت معاناة مستديمة لهم منذ النكبة وحتى هذا اليوم
هذا من جهة.
من جهة أخرى اصبح الفلسطيني نفسه لا يثق بأي حلول
لبنانية حتى ولو اعطته حقوقه المدنية نظراً للتجربة السابقة في المعاناة وفقدانه للاستقرار
الاجتماعي والاقتصادي ماترتب على ذلك من مراكمة للازمات التي اثقلت كاهله فهو اصبح
اكثر استجابة للهجرة الى أوروبا.
هذا لا يعني في الوعي الفلسطيني تخليا عن قضيتهم
بقدر ماهو حل مؤقت لان الفلسطيني ايضا لم يعد يشعر في لبنان ببناء مستقبل وهو يفتقد
الى الاستقرار بكل جوانبه.