رأفت مرّة/ كاتب فلسطيني
يأسرك مخيم برج الشمالي بناسه، بثقافتهم ، بانفتاحهم ، بتاريخهم ، بملاحظاتهم
وانتقاداتهم للمسيرة ، والواقع الفلسطيني بشموليته.
تجول في مخيم برج الشمالي ، تلتقي بالناس ،
بالأكابرية ، بالمثقفين، بالوجهاء
والنشطاء. والشباب..
عمال ، أطباء ، رجال أعمال ، مغتربين..
تسمع منهم كثيرا عن فلسطين والمقاومة والتحرير
والعودة.
تسمع منهم ملاحظات قاسية جدا عن الواقع ومآسيه
، التفلت الامني ، اطلاق النار العشوائي ، التعدي على الأملاك العامة .
تجد في برج الشمالي رجالا يعملون في العمل
العام ، في خدمة الناس ، يساعدون أهالي المخيم.
تجد هنا ثقافة وطنية عالية ، واهتمام ومتابعة
لكل تطورات الوضع الفلسطيني.
تجد هنا التزاما بالمقاومة ودعم لها..
في كل بيت كنا نزوره ، كان اهل البيت يطلبون
قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
عند عائلة اليوسف يلتقي الماضي بالمستقبل ، مع
رجال كبار بدورهم الاجتماعي والوطني والاصلاح بين الناس.
ندخل الزواريب فيأخذنا مشهد بالغ الدلالة..
أطفال صغار يرتدون ثيابا عسكرية ، يحملون ألعابا من البنادق ، يضعون عصبات حركة حماس
وكتائب القسام على جباههم ، ويطلقون النار
على العدو داخل الزواريب.
تصعد لمقابلة ابو عماد معتوق ، تاريخ من
المقاومة والتدريب والاقتحام والعمليات ضد الاحتلال.
يحدثك عن تاريخ من العمليات داخل فلسطين
المحتلة انطلاقا من عدة جبهات ، مع قادة كبار من الثورة الفلسطينية.
ابو عماد قامة وطنية وحدوية صلبة ، 77 عاما ولا
زالت روحه تحمل المقاومة وهو مستعد الان لحمل البندقية.
هؤلاء الأطفال الذين يلعبون في الزواريب هم
أحفاد ابو عماد معتوق..
مشهد معبر بالغ الدلالة..
لم يخطىء من اسماه مخيم الشهداء..
هنا مخيم برج الشمالي.