في زمن الفتنة: احداث غزة .. حتى لا تضيع الحقائق
رأفت مرة
احيانا كثيرة ينخدع الناس بالصورة وتحرفها جمل لماعة
وعبارات براقة عن الحقيقة.
احيانا ينخدع الناس بشعارات جذابة مثل : الثورة
والتعبير وما الى ذلك.
هذه الاشياء تؤثر في العقل والسلوك وتدفع الى انحراف
البصر والبصيرة.
وهنا يسقط البعض في فخ تجاهل الاسس والحقائق والوقائع..ويبتعد
البعض عن الغوص في عمق الاشياء وتحليلها ..واحيانا لا يذهبون نحو اجراء قراءة معمقة
او ما يقال انها قراءة استراتيجية.
هذا ما حدث في قطاع غزة قبل ايام قليلة.
لا فرق بين المقاومة والناس..لا فرق بين المقاومة
والحرية..لا فصل بين الانسان المقاوم والانسان الصامد..
المقاومة ولدت من صلب المجتمع وهي اكثر حرصا على
حقوقه وهي معه في معركته ضد الجوع والحصار والظلم.
المقاوم هو انسان وهو يتعرض للحصار والتجويع ..ويعاني
كما يعاني ابناء الشعب..
الشعب في غزة استهدف لان ما يراد هو تثوير الناس
على المقاومة وليس الهدف توفير مصالح الناس.
لكن هناك خط فاصل واضح ما بين المطالب المحقة وما
بين الفتنة المنظمة .
ما يجري في قطاع غزة منذ سنوات هو خطة مبرمجة للقضاء
على المقاومة واستئصالها..
وما جرى من حصار لغزة منذ 13 عاما والاعتداءات والحروب
الاسرائيلية وقرارات عباس العقابية بحق الموظفين وقطع رواتب الاسرى والانسحاب من المعابر
وتخريب المصالحة ورفض الوحدة الوطنية او حكومة الوفاق الوطني وعمليات الاغتيال المنظمة
..كل ذلك جزء من الحرب الهادفة لاسقاط المقاومة..
وما تبع ذلك من حروب ناعمة وفتن واجراءات وحملات
اعلامية كانت بهدف اعادة سيطرة الاحتلال على غزة واستنساخ واقع الضفة الغربية المؤلم.
ونحن اذ نقف مع المطالب المحقة للناس فاننا ضد اي
عمل تخريبي يستهدف مشروع المقاومة في غزة اواسقاطها او النيل من منجزاتها.
على كل انسان ان يدقق في ما حصل وان يعيد ربط الاحداث
واستحضار تاريخ السلطة الفلسطينية وسياستها ووظيفتها.
نقولها بالفم الملآن : نحن اليوم والان والساعة
مع المقاومة ومستعدون للدفاع عنها وللموت دون قادتها وعناصرها وسلاحها وشعبها..وسنواجه
كل فتنة بما تستحق لانه لا يمكن القبول بعودة عصابات التنسيق الامني المأجورة للاحتلال
لتحكم الشرفاء وتزج بهم في السجون وتصادر السلاح.
فات هذا الزمن..وتاريخنا لا يعود للوراء..
المقاومة هي صنو الحرية وهي الاساس الحاضن لحقوق
الانسان..والتاريخ ليس بعيدا عنكم..