القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

في ظل المتغيرات السريعة : المقاومة بين هموم الداخل والخارج


قاسم قصير

التطورات في لبنان والمنطقة تتحرك بشكل سريع ، ففي الداخل تزداد الضغوط الاقتصادية والمالية في ظل الجهود المكثفة لتشكيل الحكومة الجديدة وتنفيذ مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وفي المنطقة انطلقت خطوات التطبيع بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني مما ينذر بتطورات خطيرة على صعيد القضية الفلسطينية، وفي هذه الأجواء كانت الزيارة الممّيزة لرئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية الى لبنان واجتماع امناء الفصائل الفلسطينية لرفض التطبيع مع العدو الصهيوني.

فكيف يتعاطى حزب الله والمقاومة الاسلامية مع كل هذه التطورات المتسارعة؟ وهل سينجح الحزب في الجمع بين الاهتمام بالاوضاع الداخلية ومخاطرها وبين مواجهة المتغيرات السريعة في المنطقة؟

الى أين تتجه الاوضاع ؟

تقول الاوساط المطلعة على اجواء حزب الله والمقاومة : يمر لبنان والمنطقة في مرحلة خطيرة هذه الايام ، فالضغوط والعقوبات الاقتصادية تزداد يوما بعد يوم والهدف تطويع قوى المقاومة وحلفائها ، فالقوى الخارجية تريد استغلال الاوضاع الاقتصادية الصعبة لتغيير الاوضاع السياسية في لبنان واعادة ترتيب الوضع السياسي بما يخدم بعض الجهات الداخلية والخارجية، والمخاوف من التطورات الامنية في اكثر من منطقة لبنانية تزداد مما قد يؤدي لنتائج خطيرة خلال الاسابيع المقبلة.

وفي موازاة التطورات المتسارعة في الداخل اللبناني ، تشهد الاوضاع في المنطقة متغيرات خطيرة بسبب قرار عدد من الدول العربية ( الامارات العربية المتحدة والبحرين وغيرها ) للتطبيع مع العدو الصهيوني دون اي مقابل وعلى قاعدة ( السلام مقابل السلام ) ، وهذا يؤكد حسب مصادر قيادية مقاومة : ان هناك قرارا دوليا واقليميا لتصفية القضية الفلسطينية وانهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين، وهذه التطورات سيكون لها انعكاسات خطيرة على كل دول المنطقة بما فيها الوضع اللبناني.

وتربط الاوساط المطلعة بين ما يجري على صعيد القضية الفلسطينية وبين الاوضاع في الدول العربية بما فيها لبنان ، لانه كلما تطورات تمس الوضع الفلسطيني فان هناك جهات خارجية تعمل لاشغال قوى المقاومة بقضاياها الداخلية والاوضاع الامنية المتوترة ، مما ينذر بزيادة الضغوط في الاسابيع المقبلة واحتمال تدهور الاوضاع الامنية.

الجمع بين الداخل والخارج

فهل يستطيع حزب الله وقوى المقاومة الجمع في الاهتمام بين الداخل والخارج ؟

وما هي رؤية الحزب للاوضاع في المرحلة المقبلة؟

تجيب الاوساط المطلعة على اجواء الحزب والمقاومة : لقد اصبح الاهتمام بالشأن الداخلي من أولويات الحزب في ظل ازدياد الازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية وفي ظل الازمة السياسية التي يواجهها لبنان منذ السابع عشر من تشرين الاول من العام الماضي ونظرا لتزايد الضغوط والعقوبات الخارجية ، لكن رغم زيادة الاهتمام من قبل الحزب بالشأن الداخلي فان ذلك لم يؤد الى التراجع عن الاهتمام بما يجري في المنطقة سواء على صعيد مواجهة الاعتداءات الصهيونية وتعزيز دور المقاومة او مواكبة تطورات القضية الفلسطينية والتطبيع مع العدو الصهيوني او مواجهة الضغوط الاميركية المتزايدة على دول المنطقة او الصراع الجيو – سياسي في منطقة البحر المتوسط.

وتضيف هذه الاوساط : شكلت زيارة رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية الى لبنان ومشاركته في لقاء الفصائل الفلسطينية واللقاء الذي جمعه مع امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله فرصة من اجل مواكبة التطورات على صعيد القضية الفلسطينية والتأكيد على رفض التطبيع مع العدو الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية، وعلى ضوء ذلك فان الاهتمام بالشأن الداخلي لم يؤد الى تراجع اهتمام الحزب بالوضع في المنطقة لان هناك ترابط كبير بين ما يجري في المنطقة وما يجري في لبنان ، وكل ذلك يتطلب المزيد من الوعي لما يجري من متغيرات سريعة ووضع رؤية شاملة لمواجهة هذه المتغيرات.

وبعكس ما روّجت بعض الاطراف اللبنانية بان الاهتمام بزيارة اسماعيل هنية الى لبنان تنعكس سلبا على الوضع اللبناني ، فان هذه الاوساط تؤكد ان من مصلحة لبنان دعم الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع مع العدو الصهيوني ، لان تصفية القضية الفلسطينية سيؤدي الى ابقاء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وستكون هناك مخاطر كبيرة على لبنان ، وان زيارة هنية كانت بالتنسيق مع السلطات اللبنانية الرسمية ومن اجل توحيد الموقف الفلسطيني ضد صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.

وفي الخلاصة ورغم الاهتمام الكبير الذي يوليه حزب الله وقوى المقاومة بالشأن الداخلي فان ذلك لم يؤد لتراجع الاهتمام بما يجري في المنطقة، ويبدو ان الاسابيع المقبلة ستكون حافلة بالاحداث والتطورات السياسية والامنية مما يدفع الجميع للاستنفار ومتابعة التطورات استعدادا لاي احداث خطيرة قد يشهدها لبنان والمنطقة في المرحلة المقبلة.

المصدر: صحيفة الأمان اللبنانية