في
مخيم اليرموك ...اللاجئون الفلسطينيون بين الحرب و المجاعة
زين
العابدين بن حمدة
صورة
معبرة عن مأساة اللاجئين الفلسطينين. فيالق من الرجال و النساء ينتظرون توزيع كمية
من المساعدات الإنسانية من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الأمم
المتحدة (اونروا) .
هذا
هو المشهد اليومي للمخيم منذ دخول الهدنة بين المقاتلين حيز التنفيذ.
أكد
فريق الإحصاء في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا موت 122 فلسطينيا في مخيم
اليرموك نتيجة نقص التغذية والعناية الطبية بسبب الحصار المشدد المفروض على
المخيم. و كانت القوات السورية قد فرضت حصارا صارما على المخيم منذ صيف 2013 في
محاولة لاسترجاع السيطرة على اليرموك الذي اقتحمته مجموعات مقاتلة لجبهة النصرة
التابعة لتنظيم القاعدة.
وبعد
أشهر من المعارك العنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة،استخدم فيها القصف
بالمدفعية الثقيلة وبالبراميل المتفجرة، لم يعد هذا المخيم الذي كان يقيم فيه 150
ألف شخص قبل اندلاع الأزمة السورية، يأوي سوى أربعين ألف شخص بينهم 18 ألف فلسطيني
. ومنذ شهر جانفي 2014، وزعت الاونروا أكثر من 7500 حصة غذائية في اليرموك، الأمر
الذي اعتبرته «نقطة في بحر بالنسبة إلى الحاجات المتنامية» لسكان المخيم
المحاصرين..
في
حين شهد المخيم عودة للتيار الكهربائي بعد انقطاعه لفترات طويلة لا يزال أهالي
المخيم يعانون من نقص الأدوية وبعض المواد التموينية من المخيم، إضافة إلى ضعف في
عمل المستوصف الوحيد داخل المخيم حيث يعمل مستوصف الأونروا داخل المخيم بطاقته
الدنيا وذلك بسبب توتر الأوضاع في محيط المخيم.
وأتاحت
الهدنة الهشة في الأسابيع الأخيرة لوكالة اونروا توزيع مساعدات إنسانية على سكان
اليرموك بعد أن انسحب منه مقاتلو جبهة النصرة «نظرا لتردي الوضع المعيشي والإنساني
إلى درجة كبيرة بين الناس بسبب الحصار الخانق الذي فرضه النظام والقيادة العامة»،
حسب تصريح رسمي للحركة الإرهابية.
خرق
للهدنة
في
تطور خطير على صعيد أزمة مخيم اليرموك، قامت جبهة النصرة أوائل الشهر الجاري
بإعادة احتلال مخيم اليرموك . و ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعدادا كبيرة
من عناصر جبهة النصرة الإرهابية قد احتلوا ساحة الريجة وشارع الثلاثين في قلب
المخيم وأعادت التمركز في الكثير من المواقع التي تم الاتفاق على الانسحاب منها..
وذكر
حسام عرفات مسؤول الجبهة الشعبية القيادة العامة في الأراضي الفلسطينية في بيان
لوكالة فرانس براس انه واثر هذا التطور الخطير وهذا الاختراق لاتفاق مخيم اليرموك
فقد توقفت عملية إدخال المساعدات إلى المخيم وإخراج المرضى منه لحين تجاوز هذا
الأمر بشكل جذري.
ولا
تزال المئات من العائلات الفلسطينية التي نزحت لمنطقة قدسيا محاصرة بسبب إغلاق
الطرق الواصلة بين قدسيا والعاصمة دمشق حيث يتم منع الأهالي من الدخول أو الخروج
منها، إضافة إلى منع إدخال المواد التموينية إليها، ويشار إلى أن قدسيا تستقبل
المئات من العائلات الفلسطينية النازحة عن مخيماتها بسبب الحصار والقصف. و يبقى
آلاف اللاجئين الفلسطينيين المدنيين عرضة للقتل والتجويع خاصة أن الجيش السوري
النظامي استأنف قصفه لمواقع الجماعات الإرهابية في المخيم.