في يوم الأرض الفلسطيني.. دروسٌ وعبر
بقلم: محمد ابوليلى*
لا شكّ أنّ يوم الأرض مناسبةٌ فارقة في
مسار القضية الفلسطينية، فهو يومٌ لا يشبه أيّ يومٍ عاديّ في روزنامة الشعب الفلسطيني،
فقد كان أيقونةً للتحدي والصمود في وجه المشروع الصهيوني الاحتلالي.
وكثيرةٌ هي الدروس والعبر التي اكتسبناها
من هذا اليوم، وإليكم أهمّها:
1. هذا اليوم هو يومٌ للتشبّث بالأرض والهوية
والوطن، وعنواناً لرفض كافة سياسات الاحتلال الساعية إلى سلخ الشعب الفلسطيني من هويته
الوطنية. فبالرغم من أنّها الذكرى الـ41 إلاّ أن الشعب الفلسطيني لايزال يعتبر
"يوم الأرض" حدثًا مهمًا في تاريخ فلسطين..
2. في هذا اليوم، وقف الشعب الفلسطيني بوجه
المشروع الصهيوني الذي يحاول عبثاً السيطرة على كلّ مقومات الحياة في فلسطين والذي
لم يقتصر على احتلال الأرض، وتدنيس المقدسات، ولكن أيضاً تشويه وسرقة ثقافة وحضارة
الشعب الفلسطيني. فالاحتلال لم يترك شيئًا إلا وسرقه، سرق الثوب والمأكولات والحرفيات
والفنون الشعبية والعادات والتقاليد والغناء وكل ذلك من أجل إثبات مقولاته "أرض
بلا شعب .. لشعب بلا أرض"..
3. أكسبنا هذا اليوم عزيمةً للحفاظ على
ما ورثناه من أجدادنا، لنكون على قدرٍ من القوة في ساح المعركة الثقافية والحضارية
مع هذا العدو رغم تشتّتنا في بقاع الأرض.
4. ذلك الصمود الذي انبثق من الأرض وشعبها
في ذلك اليوم مدّنا بالقوة لابتداع أساليب وطرق عديدة لنحفاظ بها على موروثنا من خلال
الإنشاد والرسم والإلقاء والمسرح والشعر.. لتكون جميعها صفعةً للمشروع الذي يراهن على
نسياننا لأرضنا ومقدساتنا...
نحن الأجيال الأربعة بعد نكبة فلسطين علينا
أن نعلم أننا أمام طريقٍ طويل وشاق في معركتنا مع الاحتلال الذي طرد أجدادنا وأهلنا
ودنّس مقدساتنا وسرق تراثنا وحضارتنا وهويتنا. وهذه المعركة يجب أن ننتصر نحن بها،
وقد اختار هذا العدو استهدافنا على أكثر من صعيد، بالقتل والإجرام والاعتقال لشعبنا
في الداخل، واستهداف الثقافة وتشويهها وسرقتها... وهو ما يدعونا لنتّحد ونتوحد في معركتنا
هذه حتى نضع بصمةً جميلةً على طريق التحرير والعودة..
*المدير التنفيذي لمؤسسة فلسطين
للتراث جذور