قناة الأقصى نبض السجيل
عماد زقوت
بعد مرور عام على حرب "حجارة السجيل" نستذكر
دور الإعلام الفلسطيني، وقناة الأقصى على وجه الخصوص، في إظهار الوجه المشرق للشعب
الفلسطيني عند مجابهته لغطرسة العدو الصهيوني..
كلنا يعلم أنه كان بموازاة المعركة الميدانية العسكرية
الدائرة بين المقاومة والعدو، كانت هنالك معركة أخرى بين إعلام العدو والإعلام
الفلسطيني وفي مقدمته قناة الأقصى، وهذا ما أهّل العاملين في قناة الأقصى أن
يعملوا بروح المجاهد لا الموظف، وبالتالي كانت المواجهة على أشدها مع الإعلام
الصهيوني بكل أركانه ومكوناته، وبفضل الله تمكن الإعلام الفلسطيني من التغلب على
إعلام العدو بشهادتهم أنفسهم..
كيف لا وقناة الأقصى كانت تدخل كل بيت صهيوني عبر إعلامه
الذي كان يستقي معلوماته وأخباره والمواد المصورة عبر الأقصى، وحضور القناة القوي
أثناء حرب السجيل جاء لأنها كانت تعمل وفق منهجية إعلامية واضحة المعالم اعتمدت
على ثلاثة محاور، وهي:
أولاً: محور رفع معنويات المواطن والمقاومة على حد سواء؛
من خلال إظهار انتصارات المقاومة، وثباتها، وصمود المواطن، ومؤازرته لمقاومته،
وكذلك عبر الإكثار من بث مشاهد قــدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى،
التي وصلت إلى تل أبيب، والقدس لأول مرة في الصراع الفلسطيني الصهيوني.
ثانياً: محور مواجهة الدعاية الصهيونية، فقد استطاعت
قناة الأقصى تغليب الرواية الفلسطينية في المعارك التي كانت تدور رحاها إبان حرب
الأيام الثمانية، ولعب الإعلام الفلسطيني دوراً مهماً في توعية المواطنين بمخاطر
الدعاية الصهيونية وفضح مخططاتها في بداياتها حتى أصبح المواطنون الصغار منهم قبل
الكبار يستهزؤون بما كان يقوله الصهاينة عند اختراقهم لموجات بث الإذاعات المحلية
وبث قناتي الأقصى والقدس.
ثالثاً: إظهار مظلومية أهالي قطاع غزة، وإن كانت بنسبة
ضئيلة حتى تحافظ على ارتفاع المعنويات لدى الجبهة الداخلية الفلسطينية، ولكن كان لزاماً
على الإعلام الفلسطيني تبيان الحقيقة العدوانية الصهيونية ضد المواطنين العُزل،
أمام الآلة العسكرية التدميرية التي يمتلكها العدو الصهيوني، والتي كانت تستهدف
منازل المدنيين، وممتلكاتهم، وكذلك قتل الأطفال، والنساء على حد سواء.
وفي إطار تغطيتها لأحداث الحرب، كانت قناة الأقصى تستقي
معلوماتها من مصدرين أساسيين وهما:
1- المقاومة وهذا مصدر موثوق ومؤكد بالنسبة للأقصى..
2- إعلام العدو الذي يعتبر في حد ذاته اعترافًا ضمنيًا
بخسائره بفعل ضربات صواريخ المقاومة.
وفي محاولة منه لإسكات صوت إعلام المقاومة حاول العدو
التشويش مراراً على بث قناة الأقصى، ولكن بفضل الله تغلبت عليه الطواقم الهندسية
للقناة، ولتفادي أي تعطيل وتشويش أكثر قوة، لجأت القناة إلى جلب تردد جديد مرادف
للتردد الرئيس.
وكذلك قامت طائرات الاحتلال باستهداف مرئية الأقصى، وهو
التلفزيون الأرضي لشبكة الأقصى ما أدى إلى تدمير كلي لمكونات المقر، وعلى الرغم من
ذلك لم يستطع العدوان المس بالروح القتالية لدى الإعلام الفلسطيني المقاوم.
وبعد فشله في إسكات قناة الأقصى قام العدو باغتيال
الزميلين حسام سلامة ومحمود الكومي باستهداف سيارتهما الصحفية في مدينة غزة، وبذلك
نعم أضعف العدو طواقم الأقصى للحظات أو دقائق ولكنه منحهم دافعًا كبيرًا
للاستمرارية بالعمل.
وهناك من يسأل كيف لقناة الأقصى القدرة على العمل
المتواصل في ظل حرب لم تنقطع صواريخها وحممها على كل مناطق قطاع غزة على مدار أيام
الحرب الثمانية، وهي رأس حربة الإعلام الفلسطيني وتعتبر ضمن بنك أهداف العدو
الصهيوني..
الجواب: إن قناة الأقصى عملت وفق خطة طوارئ أعدتها
مسبقاً بعد أن تعلمت العبر من حرب الفرقان..
وتحسباً لتقسيم القطاع بفعل العدوان إلى مناطق متقطعة
الأوصال عمدت الأقصى إلى توزيع طواقمها في خمس مناطق وهي: رفح وخان يونس والوسطى
ومدينة غزة ومنطقة شمال غزة..
وبفضل الله تمكنت تلك الطواقم من العمل بروح الفريق
الواحد واستطاعت تغطية مجريات الحرب بمهنيتها الخاصة..
وعلى الرغم من نوعية التغطية التي قدمتها قناة الأقصى
وإلى جانبها كل مكونات إعلامنا الفلسطيني في حرب حجارة السجيل، فإننا ندعو إلى
تشكيل غرفة عمليات موحدة للإعلام الفلسطيني ككل حتى نعطي إشارة للعالم بأننا الأحق
والأجدر بهذه الأرض..