القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

كارثة إنسانية تهدد سكان مخيم عين الحلوة..

كارثة إنسانية تهدد سكان مخيم عين الحلوة..

يامن الصالح- صيدا

مشكلة جديدة تضاف إلى سجل مخيم عين الحلوة الحافل بالمشاكل المختلفة، هي مشكلة المياه الملوثة بسبب تداخل شبكتها مع شبكة الصرف الصحي. هذه المشكلة التي تهدد حياة أبناء المخيم وصحتهم.

فمياه الشفة في مخيم عين الحلوة أصبحت تنذر بمأساة حقيقة تواجه أبناء المخيم الذين كانوا يعانون أصلاً من شح في مياه الشفة، إلا أن اهتراء شبكة الصرف الصحي الذي أدى إلى تسرب المياه الآسنة واختلاطها مع مياه الشفة هو المعضلة اليوم، علمًا أن شبكة الصرف الصحي في مخيم عين الحلوه أنشئت عام 1986، ولم يقم المسؤولون عنها بأعمال الكشف الدورية الضرورية لضمان صلاحيتها وصيانتها كلما دعت الحاجة، مع غياب تام لآليات التعقيم حتى وصلت إلى الحالة التي هي عليها اليوم.

وهنا لا بد من طرح سؤال جوهري وهو كيف يمكن لمخيم عدد سكانه أكثر من ثمانين ألف نسمة أن يبقوا بلا مياه شفة؟، خاصة أن المياه ضرورة قصوى لا غنى عنها، وبالتالي من الذي يضمن سلامة أبناء المخيم؟، ومن هو المسؤول عن هذا الموضوع؟ سؤال برسم القيمين على المخيم من فصائل ولجان شعبية وأهلية والأونروا.

أسئلة متعددة يطرحها أبناء المخيم، وعندما يعجزون عن إيجاد إجوبة لها لا يجدون أمامهم سوى الخروج إلى الطرقات، فهم على رغم دخول العالم ألفيته الثالثة وقرنه الواحد والعشرين ما زالوا يطالبون بماء للشفة.

فسكان المخيم وإن وجد بعضهم حلاً مؤقتًا عبر شراء مياه الشرب، إلا أن البعض الآخر لا يستطيع ذلك نتيجة الضائقة الاقتصادية وندرة إيجاد عمل للاجىء الفلسطيني المحروم أصلاً من مزاولة أكثر من سبعين مهنة في لبنان.

إن هذه الأزمة الممتدة منذ ثلاثة أشهر باتت لا تطاق، في ظل عدم وجود حل متكامل للأزمة، فالحلول الجزئية الترقعية من قبل القيمين على المخيم تثبت عجزها يومًا بعد يوم حتى عن تأمين مستلزمات الحياة الضرورية.

وهنا فإن أي تحرك قد يلجأ إليه أبناء المخيم للحفاظ على حياة أبنائهم وعائلتهم يصبح مبررًا، فالواقع المأساوي لم يعد يطاق وينذر بمزيد من الكوارث الأخرى.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ستبقى معاناة سكان عين الحلوة كما هي عليه الآن؟ أم أن المخيم سيشهد تحركات شعبية أكبر وأوسع؟ أم على سكان المخيم أن يقوموا منذ الآن بشراء غالونات المياه "البلاستيك" استعدادًا للبدء برحلة عذاب أخرى لنقل المياه إلى البيوت كما كان الحال في خمسينيات القرن الماضي مع بداية اللجوء الفلسطيني إلى لبنان! أسئلة برسم المعنيين.

المصدر: البراق