القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

كتيبة الشجاعية.. كلمة السر في حرب غزة

كتيبة الشجاعية.. كلمة السر في حرب غزة

بقلم: غسان مصطفى الشامي

خلفت الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة مشاهد وآثار لن تنمحي من ذاكرة الجيش الصهيوني، خاصة أن هذه الحرب الأطول في تاريخ العدو، حيث خاض جيش العدو حربا لمدة 51 يوما، وصمدت غزة ولقنت المقاومة العدو دروسا كثيرة؛ ولقد أثار حي الشجاعية بصموده وثباته جنون الجنود الصهاينة من أقوى النخب العسكرية في الجيش، وهي (وحدة الجولاني) واستطاعت كتيبة الشجاعية مواجهة الدبابات الصهيونية وحرق الجنود الصهاينة داخل هذه الدبابات، مما أدى إلى قصف حي الشجاعية بمئات القذائف والصواريخ وتدمير الحي على رؤوس ساكنيه، وربما كانت المشاهد الحية التي بثتها فضائيات العالم عن مجزرة الشجاعية قاسية جدا وتعيد الذاكرة الفلسطينية إلى مجزرة دير ياسين ومجزرة قانا وغيرها من المجازر الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني.

لقد تصدت في هذه المعركة كتيبة الشجاعية القسامية وكتيبة حي التفاح بقوة كبيرة للدبابات والآليات التي اقتحمت الحدود الشرقية لغزة، رغم التغطية الجوية من قبل الطيران ( الإسرائيلي) إلى أن كتائب القسام أثخنت بالعدو وأحرقت دباباته.

وقد كشف تحقيق صهيوني حديث عن خفايا تفجير كتائب القسام للمدرعة في 20تموز/يوليو من العام الماضي وحرق جنود (اللواء جولاني) واختطاف أشلاء الجندي (شاؤول أرون)، وتحدث التحقيق عن أن الجيش الصهيوني قرر إرسال أقوى النخب العسكرية ( لواء جولاني) لمواجهة كتيبة الشجاعية القسامية وهي تعد من أكثر وحدات كتائب القسام تسليحا وتدريبا؛ ولكن لم تستطع وحدة الجولاني كسر شوكة كتيبة الشجاعية وواجهت أصعب أيام وليالي الحرب أمام أسود الشجاعية القساميين، فيما اعتبر العدو معركة الشجاعية من أشد العمليات خلال الحرب على غزة، وبمجرد سير الدبابات والمدرعات نحو الأحياء الشرقية لمدينة غزة فوجئت بالقذائف والصواريخ القسامية الموجهة على الرغم من الغطاء الجوي المكثف لتأمين عمليات الجنود على الأرض"، وبحسب التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية عن عملية الشجاعية فإنها تعتبر أصعب الليالي على الجنود الصهاينة في الحرب ".

وتذكر التحقيقات التي كشفتها صحيفة " يديعوت أحرونوت" الصهيونية عن معركة الشجاعية :" أن المعلومات جاءت لجنود جولاني بضرورة السيطرة على بنايتين مرتفعتين في حي الشجاعية، وقبل ساعتين من بداية المعركة تم تغيير الهدف بسبب تقديرات استخباراتية جديدة، ودخلت أربع دبابات من سلاح المدرعات ومن خلفها مدرعتين تابعتين للواء جولاني تحملان جنود من الكتيبة (13)، وأثناء ذلك الحدث انقطع الاتصال بين الدبابتين الأخيرتين في السير، وبالتالي تحركت المدرعتين في طريق خاطئ داخل بستان ليمون، وفجأة بدأ الشرر يتطاير من المدرعة الأمامية وتوقفت، وواصلت الدبابات بالسير ، وبدأت كتيبة الشجاعية بتوجيه قذائفها الصاروخية إلى الدبابات مما أدى إلى احتراقها بالكامل ومقتل الجنود فيها ، ويتحدث أحد الجنود أنه بعد تدمير المدرعة تم الإعلان عن إجراء " حنيبعل " والذي يحدد مجموعة من المعايير في حال الخشية من حدوث عملية اختطاف الجندي الذي على قيد الحياة أو أجزاء منه، وتم إعلان هذه الحالة، ورغم ذلك نجحت كتائب القسام باختطاف أشلاء الجندي ( شاؤول أورون ).

ما نشرته وسائل الاعلام الإسرائيلية هو بمثابة جزء قليل من خفايا وكواليس الحرب، وفي جعبة كتائب القسام الكثير من المفاجآت، فقد كشف القسام عن مشاهد مصورة لعملية زكييم البطولية في شمال القطاع، وعملية موقع أبو مطيبق العسكري الإسرائيلي شرق مخيم المغازي وسط القطاع، التي جرت خلف خطوط العدو بتاريخ 19/7/2014، وتم عرض سيارات جيب دفع رباعي تم استهداف اثنين منها وهروب الجيب الثالث، كما أوقع المجاهدون عددا من القتلى في صفوف الاحتلال مع إظهار صورهم، كما كان الفيديو يعرض حركة المجاهدين داخل الموقع بكل راحة دون أن يتصدى لهم أحد ومن ثم يخرجوا من المكان بسلام .

إن الرسائل الاعلامية التي بثتها كتائب القسام؛ تخضعها مراكز الأبحاث العسكرية الإسرائيلية للبحث والتنقيب والتفسير خاصة أن آخر الصور لقيادات حماس في المواقع العسكرية لكتائب القسام وهم يشاهدون في المنظار المواقع العسكرية الصهيوني على حدود غزة كانت قوية وصادمة للصهاينة، وتحمل مجموعة من الرسائل الموجهة أهمها استعداد القسام لمواجهة أية حرب قادمة، ودب الرعب النفسي في نفوس الجنود الصهاينة، ومواصلة القسام تطوير قدراته العسكرية ورسم أهداف جديدة للمعاركة القادمة، في المقابل رصدت قوات الاحتلال ميزانية كبيرة تبلغ (100 مليون ) شيكل لتطوير منظومة تحذير للصهاينة في المناطق الحدودية خشية من الهجمات الصاروخية من فصل المقاومة في غزة، وضمن الاستعدادات لأية مفاجآت قادمة من المقاومة الفلسطينية في غزة.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام