القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

كيف نواجه مخططات تصفية (الأونروا)؟

كيف نواجه مخططات تصفية (الأونروا)؟

بقلم: فايز أبو شمالة

يتفق الجميع على أن العجز المالي الذي تعاني منه (الأونروا) هو عجز مصطنع، وتقف من خلفه قوى سياسية ترمي إلى تصفية قضية اللاجئين، ومع ذلك إن ردة فعل المجتمع الفلسطيني لم ترتق إلى المستوى المطلوب، واقتصر فعل النخب السياسية على تصريحات التنديد والتهديد، والتزمت بعض التنظيمات الفلسطينية والقوى الشعبية بالوقفات الاحتجاجية أمام مقرات (الأونروا) في عمان وغزة ولبنان، إضافة إلى وقفة احتجاجية نفذها العاملون في الضفة الغربية أمام مقر رئيس الوزراء الفلسطيني.

فهل هذه الوقفات الاحتجاجية، والمسيرات الشعبية في شوارع غزة تشكل ضغطاً موجعاً على متخذي قرار تصفية (الأونروا)؟

حتى هذه اللحظة لم يبد القائمون على تصفية (الأونروا) أي ارتعاب من ردة فعل الفلسطينيين، ولم يظهروا أي ارتداع عن مواصلة مخططهم، إنهم سادرون في الأفعال التي كانت طلائعها قبل يومين بإصدار (الأونروا) قرارها الذي أعطى المفوض العام الحق في منح موظفيه إجازة استثنائية دون راتب مدة سنة، وأزعم أن هذه هي الخطوة الأولى لجس النبض، ومراقبة ردة فعل الفلسطينيين، فإن ظلت ردود أفعالهم مقتصرة على الوقفات الاحتجاجية أمام مقرات (الأونروا)، والاعتصام أمام مكاتبها؛ فمعنى ذلك أن خطوة المتآمرين قد نجحت، وشقت الطريق إلى التأجيل الفعلي للعام الدراسي في مدارس (الأونروا) لهذا العام.

ولما كانت قضية اللاجئين هي صلب القضية الفلسطينية؛ فإن تصفية (الأونروا) هي المقدمة الأبرز لتصفية القضية الفلسطينية، ولذلك إن المطلوب من جميع الفلسطينيين أن يدافعوا بقوة عن حقوقهم التاريخية والسياسية والإنسانية في كل المواقع والساحات التي يوجدون فيها، وإذا كانت الاحتجاجات أمام مقرات (الأونروا) لم تردع المتآمرين على قضية اللاجئين؛ فإن الدعوة إلى زحف الجماهير الفلسطينية باتجاه الحدود مع أراضي الـ(48) في كلٍّ من غزة والأردن ولبنان والضفة الغربية فيه من القوة الرادعة للمتآمرين.

حتى هذه اللحظة إن الجهات الوحيدة القادرة على تحريك الجماهير المتضررة من تقليص خدمات الوكالة هي: اتحاد الموظفين العرب بوكالة الغوث في قطاع غزة، والهيئة العامة للعاملين العرب في وكالة الغوث في الضفة الغربية، ونظيرتاهما في الأردن ولبنان، على أن يصير التوافق على يوم محدد، تزحف فيه الجماهير الفلسطينية إلى الحدود مع أراضي الـ(48)، والمطلب الوحيد هو العودة إلى القرى والمدن التي اغتصبها الصهاينة.

سيشكل الزحف الفلسطيني باتجاه الحدود الفاصلة بيننا وبين الصهاينة ردّاً عمليّاً على تقليص (الأونروا) لخدماتها، وسيفند أكاذيب المفكرين والساسة الصهاينة الذي شوهوا القضية الفلسطينية، وتنكروا لقضية اللاجئين، واتهموهم بالبلادة، كما ادعى ذلك الكاتب الإسرائيلي (رؤوبين باركو) الذي نشر مقاله في صحيفة (إسرائيل هيوم)، وقال فيه: "إن (الأونروا) دعمت عنصرية الدول العربية التي رفضت منح الفلسطينيين الجنسية، وزادت من عبودية الفلسطينيين، واعتمادهم المادي على الوكالة الفاسدة، والمخترقة إياها التنظيمات الفلسطينية، التي منحت حماس قاعدة لإطلاق النار والهجمات على (إسرائيل)".

الزحف الجماهيري باتجاه الحدود الفاصلة بيننا وبين الصهاينة في الضفة الغربية وغزة قد يكون الخطوة الأولى على طريق الوحدة الفلسطينية الميدانية، بعيداً عن تسويف الساسة الفلسطينيين.

المصدر: فلسطين أون لاين