القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

لا تحمّلونا أوزاركم ؟!

لا تحمّلونا أوزاركم ؟!


بقلم: يوسف رزقة

في تصريح لافت للنظر لحركة الجهاد الإسلامي قالت فيه ( إن الجهاد الإسلامي لم تصدر موقفا سياسيا محددا من عاصفة الحزم ومما يجري في اليمن، وأن موقف الجهاد الصمت وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية ؟!).

ثمة صراع بين الأطراف المتصارعة في اليمن على الورقة الفلسطينية، وبالذات ورقة الحركات الإسلامية ( حماس والجهاد)، ربما لمصداقية الحركتين، وشعبيتهما في الأوساط الإسلامية، وربما لأن الصراع في اليمن يتجه سريعا نحو الحرب المذهبية والطائفية. ومن الواضح أن حماس أصدرت موقفا مقتضبا تؤيد فيه الشرعية، والحوار، ووحدة الأراضي اليمنية، وهو موقف موزون بميزان حساس، وربما استغرقت الصياغة من صانع القرار وقتا، لأسباب معلومة.

وهنا أود أن أسأل قادة الأنظمة في وطننا العربي والإقليمي، لماذا تصرون على طلب موقف فلسطيني واضح ومحدد من ( فلسطين، ومن الفصائل الفلسطينية) ، فيما شجر بين بلادكم من خلافات داخلية، أو حدودية، أو مذهبية ؟! مع الأخذ بالحسبان أنه من المعلوم أن القادة العرب اتفقوا على ألّا يتفقوا؟! فهم في خلاف وخصام دائمين، ما دامت الديمقراطية غائبة، وما دامت الشعوب مغيّبة.

لست أرى موقفا لفلسطين، وللفصائل الفلسطينية، غير موقف الحياد، والصمت، في ملفات الخلاف العربي العربي، ودعوة الأطراف إلى الحوار، والمصالحة، والتوافق، بما يخدم المصالح العربية مجتمعة. ولست أرى مبررا لضغط الأنظمة العربية على الفلسطينيين لتحديد مواقفهم من الخلافات العربية، وهو ضغط ينتهي بالإضرار بالمصالح الفلسطينية، وبالقضية الفلسطينية باعتبارها هي القضية المركزية للعرب والمسلمين على السواء.

فلسطين قضية (تجمع ولا تفرق) ، وقضايا العرب الخلافية ( تفرق ولا تجمع)، ولأن هذه هي طبيعة قضايانا وأوضاعنا فإننا في فلسطين في حاجة إلى العمل مع الجميع في المساحات المشتركة بيننا وبينهم، والقفز عن قضايا الخلاف، باعتبارها قضايا مفسدة وضارة بالقضية الفلسطينية.

فلسطين ليست دولة مستقلة، وليست دولة تعتمد على ذاتها، وليس لها اقتصاد يمول حاجتها النضالية، من أجل التحرير والدولة والسيادة، وهي دائما في حاجة إلى الجميع، ومن ثم تخطئ الأنظمة العربية حين تضغط على الفلسطينيين لتحديد مواقفهم من الصراعات الداخلية.

لقد دفع الفلسطينيون ضريبة باهظة حين اتخذوا موقفا محددا من غزو صدام للكويت، ودفعت حماس ضريبة كبيرة لموقفها المنطقي من الأزمة السورية ، وما زال قادة العرب والإقليم يريدون تدفيعها ضرائب إضافية مع كل قضية من قضاياهم الخلافية، بدل معذرتها، والطلب منها أن تتفرغ لقضيتها وصراعها مع المحتل الغاصب، وأن تنأى بنفسها عن الصراعات العربية والإقليمية. أرجوكم لا تحملونا أوزاركم.

المصدر: فلسطين أون لاين