لاجئون فلسطينيون ... حلموا بالسويد فاستفاقوا في
سجن القناطر
الخميس، 02 أيار، 2013
من رحم معاناة مريرة، وعلى أصوات القصف ورائحة الدماء
ولدت الفكرة، خمسة لاجئون فلسطينيون قرروا خوض مخاطر رحلة اللجوء إلى السويد.
تركيا كانت الوجهة الأولى، فقد وصل إلى مسامعهم
نبأ شخصٍ يدعى "أبو وحيد" لديه ما لديه من طرق الوصول إلى أرض الأمن والأمان
في السويد، التقوا به، ورسم وزيّن لهم الطريق، لم يكونوا قد علموا أنهم بين يدي تاجرٍ
من تجار الأزمات، وربما قد علموا أو ساورتهم الشكوك، لكن ضيق الخيارات، وانقطاع الرجاء
من واقعهم السابق، وهيمنة فكرة الرجوع له، زيّن لهم الطريق المجهول، فما يجهلوه خيرٌ
من الواقع الذي يعلموه.
دفع الفلسطينيون الخمسة "تحويشة العمر"
لقاء وثائق سفر مزورة كانت بالنسبة لهم الأمل الوحيد، والرجاء في خلاصهم من ذكريات
القتل والدماء، ذهب "أبو وحيد" بأموالهم، وذهبوا هم بطريقهم الذي رسمه له
تجار البشر، ليكون إلى السويد عبر مطار القاهرة، الذي كانوا على موعد فيه مع ما حاولت
عقولهم تجاهل حدوثه، فليس أمامهم إلا أن يصدقوا كلام "أبو وحيد" وأن يتابعوا
على أمل الوصول.
بقلوبٍ وعقولٍ تنازعتها آمال الخلاص، ومأساة من
تبقى من أهلهم في مخيمات سورية، وقف المهاجرون إلى المجهول في طابور ختم الجوازات في
مطار القاهرة، ليوقظ ضابط الجوازات الحلم، ويضعهم أمام حقيقة أن الطريق إلى السويد
سينتهي في سجن القناطر أو العودة إلى سورية بما فيها من كوابيس.
خمسة لاجئين بينهم امرأة وقفوا أمام ذهول اليقظة،
ليضعهم واقع العرب المرير أمام خيار السجن أو العودة فوراً إلى سورية، علماً أنهم وصلوا
البلاد من اسطنوبل، اثنان منهم اختار العودة إلى سورية، وفي مطار دمشق الدولي كانت
آخر أخبار أحدهم، فقد نجا أحدهما، فيما انقطع أخبار الآخر حتى اللحظة، فيما آثر البقية
سجن القناطر في مصر.
هذه ليست مقدمة أو سرد عاطفي مجرد، هي حقائق تتكر
ربما في كل يوم، وفي أكثر من مدينة أو مطار مع فلسطيني سوريٍ ما، إنها قصص الآلاف الذين
تقطعت بهم سبل الحياة، وجعلت من مأساتهم مزيجاً بين الحلم والكابوس.
مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية ومنذ أسابيع
تابعت القضية بتفاصيلها التي سردنا ملخصها في هذا التقرير، فيما علمت المجموعة أن من
تبقى في سجن القناطر على موعدٍ مع القضاء يوم السادس عشر من شهر أيار، مايو الحالي
بتهمة دخول الأراضي المصرية بوثائق مزورة، بعد أن رفضوا التوقيع على تحملهم مسؤولية
الترحيل إلى سورية كما فعل زميلاهم.
هذا وقد علمت المجموعة أن أحد المتضامنين المتطوعين
ممن تابعوا القضية قد اتصل بالسفارة الفلسطينية من أجل التدخل، والتي لم يسجل لها أي
حضور فعلي بالقضية سوى وعد من موظفي السفارة بإرسال بعض الثياب للسجناء على حد قول
المتضامن (ب، أ).
هذا وتوجه مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية نداءها
لكل من دليه القدرة للتدخل من أجل مساعدة هؤلاء، وعلى رأسهم السفارة الفلسطينية، وقيادة
الفصائل وبخاصة حركة حماس، كما وتدعو المحامين المصريين فرادى ونقابات واتحادات، للتضامن
مع الفلسطينيين المعتقلين، والترافع عنهم أمام القضاء في محاكمتهم القادمة.
المصدر: مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية