لبنان على عتبة الإنفجار والقاعدة على خط المخيمات والحوادث المتنقلة
بقلم: هيلدا المعدراني
نحن نشهد ثورة صغيرة أو فوضى صغيرة، بهذا يصف أحد كبار القادة الأمنيين ما يجري في البلاد منذ فترة، من قطع لطرقات لأسباب مختلفة وعمليات خطف إلى الإعتصامات والاشتباكات المتفرقة التي تحدث بين الحين والآخر.
لكن ما يشغل بال هذا المسؤول الأمني، هو عدم إدراك الطبقة السياسية إمكانية تحول هذه الحوادث الأمنية إلى إنفجار كبير يطيح بالوضع اللبناني بشكل كامل ويزج بالبلد في أتون الفوضى المدمرة. وما يلفت إليه هو التداخل والتشابك بين الحوادث المذكورة وبين الأزمة الحكومية والحالة الإقتصادية المتدهورة والوضع السوري المتفجر الذي تتطاير منه شرارات الحروب المذهبية والطائفية.
ينقل مصدر مطلع عن المسؤول الأمني الرفيع خشيته أن يجري تركيب مشاريع خارجية على الهبة الإجتماعية والطائفية التي يموج بها الداخل اللبناني، مبدياً تخوفه من أن يؤثر وضع المخيمات الفلسطينية في سوريا على مخيمات لبنان، حيث إن مخيمات سوريا تفاعلت مع الصراع الداخلي في سوريا بعد اتخاذه طابعاً مذهبياً.
ويقول المصدر "في نهر البارد هناك محاولة لإبعاد الجيش اللبناني عن منطقة تشكل اليوم بالنسبة لبعض العصابات اللبنانية والفلسطينية منطقة تهريب للسلاح إلى سوريا من البحر، أي إن هناك منفذاً بحرياً لمخيم نهر البارد يستخدم فيه مرفأ صغير يستخدم لتهريب السلاح بالقوارب الى سوريا، ويبدو أن هذه العصابات كادت أن تبعد أنظار الجيش، فأقدمت على الإشتباك المسلح تحت عنوان القضايا الإجتماعية وتخفيف الحصار وإزالة التدابير الأمنية، لكن الهدف الأساسي هو إبعاد أنظار الجيش عن حركة تهريب السلاح من هذا المرفأ الساحلي".
ويتابع المصدر أنه "كان هناك تساهل من قبل الجيش في القضايا الإجتماعية والانسانية، لكن عندما تفاقم الوضع إلى تهريب سلاح ووضع أمني، تدخل الجيش وحصل هذا الإشتباك المسلح إضافة إلى ذلك فإن عمليات تهريب السلاح واستقدامه من ليبيا إلى لبنان مستمرة بأشكال مختلفة. حيث يجري تهريب السلاح كقطع خردة مفككة، ثم يعاد تجميعه وتصنيعه في لبنان على يد بعض الخبراء الأصوليين، وأصبح لدى بعض المجموعات السلفية في لبنان صواريخ سام 7 وصواريخ ستريلا" واصفاً الأمر بـ "الخطير الذي يحدث للمرة الأولى، إذ تستطيع هذه المجموعات السلفية أن تهدد أيضاً سلامة الملاحة الجوية، ويمكن أن تستخدم ضد طائرات مدنية". وهنا يشير المصدر إلى "إمكانية أن يؤجل بابا الفاتيكان زيارته إلى لبنان بسبب هذا الموضوع، وما يحكى عن بعض خلايا القاعدة في لبنان" قائلاً إن "اجتماعات حصلت في عين الحلوة وغيرها من الأماكن".
وإذ يؤكد المصدر وجود خلايا للقاعدة في لبنان يقول إنها "خلايا صغيرة سرية ولكن موجودة، ويستحيل ضبط حركتها من حيث الدخول والخروج، لأنها عناصر سرية، ولديها ملاذات، فهي تختبئ أحيانا مثلاً لدى عصبة الأنصار أو في حي الطوارئ وفي بعض الأحياء التي تلقى فيها حماية، وهي ليست بحاجة لحماية كبيرة"، قائلاً إن هذا لا يعني "عدم وجود مجموعات أخرى للقاعدة في مناطق عديدة، منها مجموعات لبنانية وفيها أشخاص من أمثال عبد الغني جوهر فضلاً عن المجموعات التي تعاونت وتعاطفت مع فتح الإسلام".
ويضيف المصدر نفسه أن الإستخبارات الفرنسية زودت خلال هذه السنة الأمن العام اللبناني والسلطات الأمنية اللبنانية معلومات عن وجود 12 لبنانياُ في أفغانستان وهناك تخوف من أن يكونوا قد عادوا إلى لبنان بعد أن أنهوا تدريباتهم هناك".
ويكشف المصدر عن رسالة وصلت من قيادة القاعدة (باكستان) إلى لبنان منذ ثلاثة أشهر، وحمل هذه الرسالة شخص يدعى سمير كنجو وهو موقوف لدى مخابرات الجيش اللبناني، وتنص الرسالة على تولية إمارة الشمال أي طرابلس وحمص لشخص يدعى نبيل البستاني، وهو يختبئ الآن في منطقة عكار، فالقاعدة موجودة وشبكاتها السرية موجودة غير ان إستراتيجيتها لا تتضمن السيطرة على مناطق جغرافية في لبنان بقدر ما يشكل لبنان في هذه المرحلة ممراً وملجأ ومركز تدريب وتبادل خبرات ومركز نصرة للثورة في سوريا". الان بشكل اساسي".
أما الإستراتيجية الجديدة التي ستعتمدها القاعدة لترهيب أعدائها في لبنان فيقول المصدر إنها تقوم على إستخدام القنابل البشرية عوضاً عن السيارات المفخخة مشيراً إلى أن بعض الأطباء الذين يعملون مع القاعدة في العراق أو في افغانستان وباكستان يقومون بعمليات زرع العبوة في أحشاء الانتحاريين ويقوم هؤلاء بتفجير أنفسهم ضد أهداف محددة ويتحولون بذلك إلى قنابل بشرية" وهذه الإستراتيجية تحدث عنها أسامة بن لادن وكتب عنها عبد الباري عطوان في كتابه عن القاعدة، كما كان تحدث أيمن الظواهري عن أهمية القنابل البشرية في إستراتيجية القاعدة في ترهيب العدو ولزعزعة استقرار خصومها.
المصدر: الانتقاد