للمسيرات التي تنادي بإنهاء الانقسام
مشهور عبدالحليم- بيروت
ليس هناك من عاقل ووطني يريد بقاء الانقسام أو الخصام قائمًا بين قوى وأبناء الشعب الفلسطيني سواء في الداخل أو في الشتات والكل ينادي ويهتف الشعب يريد إنهاء الانقسام وينادي بالوحدة ونحن إذ نرى بظاهرة المسيرات والتجمعات الشبابية في المخيمات ظاهرة إيجابية ومسؤولة وتنم عن وعي لدى الشباب وإدراك لدقة وخطورة المرحلة التي تمر به القضية الفلسطينية في ظل عاصفة سياسية وقد تكون جغرافية تضرب الوطن العربي من المحيط إلى الخليج والتي كيفما كانت وجهتها ستتأثر بها القضية الفلسطينية، ففلسطين تنتظر هبه وثورة عربية تنادي بتحريرها من الاحتلال الصهيوني. أيها الشباب الفلسطيني المتقد والمشتعل حماسة من أجل أن ترى غدًا أفضل ولترى مخيمات آمنة ومستقرة ومزدهرة ويسودها جو من الإلفة والأخوة بين كافة الفئات والفصائل وتعج بالأندية والمنتديات وملتقيات الحوار كظاهرة شعب متحضر له الحق في الحياة الكريمة وهذه أماني الكل ينشدها ويترقبها بشوق ولهفة.
أيها الشباب لن نحبط آمالكم وطموحاتكم وتطلعاتكم ونحن نرى فيكم أمل المستقبل وروح التجدد والعطاء والقدرة على التغير بوعيكم ونرجو الله أن لا تكون حركتكم طفرة عابرة لفحتها موجات الثورات العربية واعلموا أن أمامكم مشوارًا طويلاً ويتطلب جهدًا دؤوبًا ومتواصلا وصبرًا متينًا ولهذا ندعوكم الى تشخيص دقيق ومنطقي يخدم تطلعاتكم نحو الحرية والوحدة التي هي طريق المحافظة على الكرامة والقوة وطريق للتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية والإنسانية لشعبنا. اليوم المطلوب من الشباب بصر وبصيرة ونظرة مدروسة متأنية لأهم المنعطفات التي مر بها الشعب والقضية الفلسطينية بعد أن اقتربنا من شفير الهاوية والسقوط من التاريخ المشرف ولكننا وبكل الأمل والتفائل نقول إن منطق الحق لابد منتصر وهنا يتطلب الأمر وعيًا ووحدة وقوة وقولاً للحقيقة، واعلموا أيها الشباب أن الانقسام لن ولم يكن هوى ورغبة وإنما كان ولازال على خالفيات سياسية ومن هنا نعيد ونكرر مع كل التقدير لكل الجهود والتحركات فإن التشخيص السليم يؤدي إلى معالجة سليمة وصحيحة، ولا ننسى أن لنا هم مركزي متمثل بجوهر القضية وهو أصل الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب لوطننا ومقدساتنا والقاتل لشعبنا، وهذه ليست معلومة جديدة لأن الجنين في رحم أمه يعلم أن فلسطين أرضنا من بحرها إلى نهرها بترابها ومقدساتها وخيراتها فوق الأرض وتحت الأرض وهي حق لكل الأجيال المتعاقبة من أبناء شعبنا في الداخل والشتات ولا يحق لكائن من كان أن يتنازل عن ذرة من ترابها وهذه نقطة جوهرية في سبب الانقسام السياسي المتمثل بالتنازل عن معظم فلسطين لصالح اليهود الغاصبين، وتصوروا أيها الشباب لو تتبعتم ملحقات ومندرجات التسوية العقيمة وما لحقها من تنسيق أمني مع المحتل القاتل وملاحقة للمقاومين واعتقال وتصفية أحيانًا والسلسلة طويلة لا داعي لذكرها فالأجدر بنا أن نتجه إلى الطريق الأقصر من أجل الوحدة أن ننادي في مسيراتنا بإسقاط أسباب الانقسام ونحن على قناعة أننا سنكون أسرع مما تتخيلون لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام، وأما هنا في لبنان فالقضية لاتحتاج إلى كثير عناء وإن جربناها كثيرًا منذ العام 2005 مستدركين خطورة الوضع في الساحة اللبنانية وانعكاساته على شعبنا الفلسطيني ولعلمكم لقد خطونا وبادرنا من أجل إيجاد مرجعية فلسطينية واحدة موحدة بعيدة عن الخلافات السياسية المركزية لتكون مسؤولة أمام الدولة لمواجهة الاستحقاقات التي سيواجهها الشعب الفلسطيني في لبنان وفي مقدمها حمايته في مخيماته وتأمين أمنه واستقراره وللمطالبة بحقوقه المدنية والاجتماعية والإنسانية، وللحقيقة والصراحة لقد وجهنا بالرفض والتعنت ولم نسمع من حركة فتح إلا لغة خشبية تقول أنا أو لا أحد ولا ترى ولا تعترف بالمتغيرات وكأن قيادة الشعب الفلسطيني وكالة حصرية لهم، ولم تكن التجربة لمرة واحدة وإنما وعند كل ما شهدته الساحة اللبنانية من توترات كنا نسارع إلى جنابهم من أجل عمل مشترك لنجنب مخيماتنا أتون المشاكل اللبنانية الداخلية فلم نلق منهم أي تجاوب مدركين أنهم غير قادرين على تحمل المسؤولية باتجاه تشكيل مرجعية موحدة، والمراقب للاخوة في فتح يرى الانقسام في صفوفهم يتنازعون على مناصب وغنائم وتعدد المراجع، فليس لهم أجندة واحدة.
فنحن جاهزون لحوار شامل ينهي الانقسام ويوحد الصف ويعمل على إيجاد مرجعية وطنية تضم قوى المقاومة والشخصيات والفعاليات الفلسطينية وهذا أيضًا برسمكم أيها الشباب.
نبارك لكم جهودكم وتحركاتكم آملين لكم تحقيق ما تنشدونه وتتطلعون إليه باذن الله.
المصدر: البراق العدد الـ86