لماذا الهجوم على حماس والفلسطينيين في
سوريا ومصر، وهل الابتعاد عن محور المقاومة أم التدخل في الشئون الداخلية هو السبب؟
أم هناك أسباب وحقائق أخرى؟
بقلم: د. موسى أبو مرزوق
بحقيقة الأمر هناك عدة أسباب أوجزها بالآتي:
1 – الكيان الصهيوني وأمريكا وعداؤهما لحماس
لا يخفى على أحد، وكثير من التسريبات التي تتداولها الصحف تأتي من هذا الباب، وتحريض
الدول العربية على حماس ودعوات تجفيف مواردها ورفض التعامل معها ما هي إلا سياسة أمريكية
واضحة.
2 –الابتعاد عن محور المقاومة: وهذا شيء
غريب جدا!! لأن حماس هي حركة المقاومة أساساً، وبقية الدول إما داعمة ومساندة، أو صامدة
ومشاركة، أو ممانعة وحاضنة، أمّا المقاومة فهي نهج ومشروع وليست تاريخا وجغرافيا.
3 –الانقسام الداخلي الفلسطيني، ووجود مشروعين
متدافعين؛ مشروع التسوية السياسية ومشروع المقاومة. فأنصار التسوية ينكرون مقاومتنا
بل ويواجهونها، وبانتهازية سياسيةٍ غير مناسبة يدفعون الدول العربية لمواجهة حماس.
4 –ذريعة التدخل في الشأن الداخلي للدول:
هذا محض افتراء، يحاول البعض التدليل عليه بأحداث فردية إو إشارات إعلامية أو تصريحات
منعزلة، ولكن حتى الآن لم يثبت أي تدخل ولم تتم إدانة أي عنصر من الحركة، ولم يوجّه
أي اتهام لأي فرد ولم يصدر أي تصريح رسمي أو قول لمسؤول فيه تدخل بالشؤون الداخلية
للدول.
5 –حماس جزء من التيار الإسلامي القادم
مع الربيع العربي، وحماس لا تنكر إسلامية نهجها وعمق عروبتها وصلابة وطنيتها، لكن الفارق
بين حماس وبين تيار الربيع العربي أن حماس حركة تحرر وطني فلسطيني، أولويتها مقاومة
عدوها وتحرير أرضها وعودة شعبها، أما نظام الحكم وشكله فتلك قضية مؤجّلة بعد التحرير،
بينما أولوية شعوب الثورات العربية هي العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والديمقراطية
ومحاربة الفساد وحقوق الإنسان..الخ.
6 –السبب الأخير عند البعض أننا لم نقف
مع أصدقائنا في أزماتهم الداخلية، علماً أنهم وقفوا معنا في كل أزماتنا؛ وهنا أؤكّد
أن القضية الفلسطينية قضية إجماع عربي وإسلامي، ولا بد أن يكون لكل عربي ومسلم فيها
سهم وموقف، وفي ذات الوقت يجب على الفلسطيني أن ينأى بنفسه عن كل القضايا الداخلية
للدول العربية فهي لا تخصّه، فلا يقف الفلسطيني مع أي طرف في مواجهة أي طرف بل يكون
على مسافة واحدة من الجميع، وينشد دعم جميع الأطراف -المتباينة والمتوافقة- لقضيته
العادلة.