القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

لماذا غابت السلطة الفلسطينية عن اللقاءات الإقليمية الأخيرة؟؟

رأفت مرة

في الأيام القليلة الماضية عقدت عدة لقاءات سياسية على مستوى إقليمي، كان البارز فيها الغياب الكامل للسلطة الفلسطينية عن الحضور والمشاركة.

أهم هذه اللقاءات كانت:

  1. لقاء مصري إسرائيلي إماراتي في القاهرة.
  2. لقاء مصري أردني إماراتي عراقي في عمان.
  3. لقاء وزراء خارجية سداسي في النقب.

 

غياب السلطة الفلسطينية بالكامل عن هذه اللقاءات ليست مسألة عابرة.

هذه اللقاءات ستناقش قضايا كثيرة ومنوعة، مثل العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والتعامل مع إيران وقضايا الطاقة والغذاء كما أعلن.

لكنها بلا شك ستناقش العلاقة مع الاحتلال والقضية الفلسطينية وإن بطريقة ما.

من الواضح أن غياب محمود عباس ووزير خارجيته رياض المالكي عن هذه اللقاءات تعكس ما يلي:

١.تراجع دور ومكانة القضية الفلسطينية، وهناك عوامل كثيرة ساهمت في ذلك، منها السلوك الرسمي للسلطة الفلسطينية.

٢.تراجع الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، وعدم الاهتمام الأمريكي أو الأوروبي.

٣.اتجاه بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني بتشجيع ودعم من السلطة الفلسطينية كان وبالا سياسيا على السلطة نفسها، فها هم بعض العرب يجلسون مباشرة مع الاحتلال ويهمشون السلطة والسلطة تشرب من سم كأس التطبيع ذاته.

٤.موقف الحكومة الإسرائيلية الرافض لأي نوع من التعامل السياسي مع السلطة الفلسطينية، لا مفاوضات ولا لقاءات سياسية.

٥.انحدار السلطة الفلسطينية في التعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال، مما جعلها تتحول إلى لجنة ارتباط أمني لا أكثر، فالتنسيق الأمني بين محمود عباس وحسين الشيخ وماجد فرج مع ضباط أمن صهاينة يسير على أفضل شكل، ولا يجد رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت أي سبب للقاء مع عباس.

٦.عدم رغبة بينت في إعطاء أي بعد سياسي للعلاقة مع السلطة أو أي تواصل سياسي برز في منعه مشاركة نائبه بني غانتس في اللقاء الذي جمع محمود عباس مع الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان. كما كان غانتس تلقى تأنيبا من بينت في أوقات سابقة على لقاءاته مع عباس، ورفض بينت تنفيذ أي تفاهم حصل بين عباس وغانتس.

إن السلطة الفلسطينية بسلوكها الرخيص، وانحدارها الامني تجاه الاحتلال، وافتقادها لاوراق القوة، وصراعاتها الداخلية، وتخليها عن مصادر القوة وأهمها المقاومة والوحدة الوطنية، أصبحت سلطة ضعيفة بلا وزن، غائبة عن التطورات الإقليمية، لا يحسب لها الأصدقاء والأعداء أي حساب.

ما يحصل من تهميش إقليمي للسلطة الفلسطينية يقابله في الوجه الآخر حضور قوي للمقاومة الفلسطينية، حيث استطاع الفلسطينيون الضرب في بئر السبع والخضيرة، هنا القوة الأساسية.