القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

لماذا يحقدون على التنسيق الأمني؟!

لماذا يحقدون على التنسيق الأمني؟!

بقلم: فايز أبو شمالة

في سنة 2002م قتل الجيش الإسرائيلي الطفل ياسر سامي كسبة ابن السنوات العشر برصاصة في الرأس، وفي اليوم الأربعين لمقتله قتل الجيش الإسرائيلي أخاه الطفل سامر سامي كسبة ابن الخمسة عشر ربيعًا برصاصة في الرأس كذلك، ويوم الجمعة الماضي قتل العقيد الإسرائيلي يسرائيل شومر أخاهم الثالث الطفل محمد سامي كسبة برصاصة في الرأس كذلك، إخوة ثلاثة يقتل اليهود طفولتهم على مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي لم ترتبك صفوفها التي تضم عشرات آلاف المجندين والرتب العسكرية.

لو سألتم سامي كسبة والد الأطفال الثلاثة الذين قتلوا برصاص إسرائيلي في الرأس: ما رأيك _يا سامي_ بالتنسيق الأمني؟، وماذا تقول عن المنسقين أمنيًّا مع الاحتلال الإسرائيلي؟

سيأتي جواب سامي الكسبة مغمسًا بالدموع والأحزان، سيقول: إن التنسيق الأمني هو السبب، وإن المنسقين أمنيًّا هم المسئولون مسؤولية مباشرة عن مقتل أطفالي الثلاثة، وإصابة ابني الرابع بجراح".

لقد سمعت اللواء الضميري وهو يقول: "سنواصل الاعتقالات الأمنية، ولن نسمح بالمقاومة من الضفة الغربية، ونقوم بحملة اعتقالات ردًّا على مقتل اثنين من المستوطنين اليهود؛ لأننا لن نسمح لحركة حماس بالمس بالسلم الأهلي والأمن في الضفة"، ليضيف الضميري في تصريحه: "إن الهدف الإسرائيلي من قتل الطفل محمد الكسبة هو استدراج ردة فعل وتصعيدًا في الضفة الغربية، ولكننا سنفوت الفرصة على نتانياهو وحركة حماس".

لقد أيقن سامي الكسبة والد الشهداء الثلاثة أن السلم الأهلي في الضفة الغربية يقوم على حماية المستوطنين، وإباحة دم الفلسطينيين؛ فالمستوطنون قد صاروا هم أصحاب البيت، ومكونًا رئيسًا للسلم الأهلي والأمن، وصار صاحب البيت الأصلي قتيلًا أو سجينًا أو غريبًا أو مطاردًا أو معتقلًا لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وفي السياق نفسه لو سألتم النائب إسماعيل الأشقر، الذي سعت الطائرات الإسرائيلية إلى تصفيته طوال 51 يومًا من الحرب على غزة، وشاهد بأم عينه دماء آلاف الأطفال تسح في الشوارع، وسمع دوي الصواريخ الإسرائيلية وهي تهدم العمارات على رؤوس ساكنيها، لو سألتم النائب الأشقر: ما رأيك بالتنسيق الأمني؟، وماذا تقول عن أولئك الذين لم يوقفوا التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي طوال أيام الحرب على غزة؟، وهل يعجبك التنسيق الأمني الذي أثمر حملة اعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين ردًّا على مقتل عدد من المستوطنين؟

كان رد النائب الأشقر رقيقًا ومهذبًا حين قال: "أخشى أن تصبح الأجهزة الأمنية هدفًا للمقاومة في الضفة؛ نتيجة استمرارها في ملاحقة عناصر حركة حماس والمقاومة"، وكان يجدر بالنائب أن يطرح على التنظيمات الفلسطينية _وحركة حماس منها_ السؤال التالي: هل التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي خيانة تضر بالمقاومة الفلسطينية أم عمل وطني يخدم القضية؟

التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي خيانة، هذا مضمون القرار الذي صدر عن المجلس المركزي الذي تمثل فيه حركة فتح الأغلبية، لذلك طالب المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني فورًا، ومراجعة كل الاتفاقيات الموقعة مع العدو الإسرائيلي.

إن عدم تطبيق قرار المجلس المركزي ليؤكد أن الخيانة هي نهج سياسي قبل أن تكون ممارسة تطبقها الأجهزة الأمنية، لذلك يجب على الشباب الوطنيين الفلسطينيين أن يعتمدوا قانون الثورة الفلسطينية، الذي طبقته منظمة التحرير الفلسطينية على من اتهمتهم بالخيانة، وما دون ذلك عبث سياسي، ومضيعة للوقت، وتفتيت للجهد.

المصدر: فلسطين أون لاين