ما أنتم فاعلون بحركة حماس؟
بقلم: د. فايز أبو شمالة
أيها الناس، ما أنتم فاعلون بحركة حماس، لو دعتكم للمشاركة في انطلاقتها رقم 48، دون تحرير فلسطين؟ وما أنتم فاعلون بحركة الجهاد الإسلامي، ولجان المقاومة الشعبية وغيرهم لو دعوكم للمشاركة في انطلاقاتهم رقم 48، مع تردي الأحوال الفلسطينية المعيشية والسياسية إلى أسوأ مما كانت عليه قبل انطلاقهم، ومع توسع الاستيطان اليهودي واغتصاب مزيد من الأرض الفلسطينية؟
أيها الناس، ماذا كنتم ستقولون لأي تنظيم فلسطيني يحتفل بنصف قرن من انطلاقته، دون أن يحقق هدفاً واحداً من الأهداف التي أعلن أنه ينطلق من أجلها؟ وراجعوا الكراس التنظيمي الذي وثق الأهداف التي أقسم قادة التنظيم على تحقيقها، وكانت من أجلها التضحية والفداء، راجعوا القسم الذي قضى أبو جهاد من أجله، وقدم كمال ناصر وكمال عدوان أرواحهما في سبيله، راجعوا مواقف أبو علي إياد المبدئية، حيث لم يكن هدف الرجال الأوائل من الانطلاق هو الاحتفال السنوي بالذكرى، كان الهدف من الانطلاق تحرير كامل التراب الفلسطيني من خلال المقاومة المسلحة.
فماذا تحقق من الأهداف التي من أجلها كان الانطلاق، وماذا تبقى منها؟ وأين ذهب شعار تحرير فلسطين من بحرها لنهرها؟ وأين صدى كلمات: طالع لك يا عدوي طالع، من كل بيت وحارة وشارع؟ وأين الانطلاقة 48 من مقولة: لا صلح ولا استسلام، بسلاحنا نحرر فلسطين؟ أين السلاح الذي زغرد عشية الانطلاقة الأولى في قلب الراجفين، وكان يقسم على طرد الصهاينة الغاصبين؟ أين نحن اليوم من الأهداف التي انطلق من أجلها الأوائل؟ وهل تم الاحتفاظ بالأرض التي كانت تحت سيطرة الفلسطينيين قبل الانطلاق، أم توسع الغاصب الصهيوني في استيطان الأرض، وضاعف عدة مرات عدد المستوطنين؟
الانطلاقة ليست غاية بحد ذاتها، والانطلاقة ليست احتفالاً في الشوارع، وإحياء ذكرى الانطلاقة لا يصير بتجمهر عدة أشخاص على مفارق الطرق هنا وهناك، الانطلاقة لا تقاس بعدد الرايات، ولا بصراخ المراكب في مواكب ليلية، الانطلاقة ليست تهليلاً يزعج النائمين، وتأكدوا أن مكبرات الصوت لا تحرر وطن، طالما لم تكن الانطلاقة حساباً عسيراً للنفس، ووقفة صدق أمام القدرة الواقعية والطاقة الكامنة في النفوس، وإجابة دقيقة على التالي:
لماذا انطلقنا قبل 48 سنة؟ وماذا تحقق من الأهداف التي أعلن التنظيم خطياً أنه يسعى لتحقيقها، وأين أخفق التنظيم؟ ولماذا؟ وهل ما زالت اهداف الانطلاقة الأولى كما هي، أم تغيرت؟ وما العمل لتدارك أخطاء المسيرة، وكيف نسترد نصف قرن من الزمن السياسي خسره الشعب الفلسطيني دون تحقيق الأهداف التي من أجلها كانت الانطلاقة الأولى؟
يا أيها الناس، ماذا كنتم فاعلين بحركة حماس، لو صمدت في الحرب القادمة في وجه العدو الصهيوني الغازي، هل كنتم ستصفقون لها، أم كنتم ستوجهون اللوم لها على جمودها، عدم تطوير قدراتها، وعدم تقديم الجديد المفاجئ لعدوها وعدوكم؟
شخصياً: لا أقبل من حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي سنة 2014 ما قدمتاه من انتصار عسكري وصمود فاجأ العدو في حرب حجارة السجيل سنة 2012، وسأغضب على رجال المقاومة لو ظل أداؤهم العسكري على حاله، ولم يواكب التطور، ولو كانت نتائج المواجهة القادمة مع عدونا الصهيوني ستقصر على انتظار الجيش الصهيوني كي يتقدم، لنفاجئه، سأثور على المقاومة الفلسطينية لو عجزت في الحرب القادمة عن تحرير أجزاء من أرض فلسطين بالقوة المسلحة تحت سمع وبصر كل العالم، الذي اعترف بدولة للصهاينة.