ما الذي في مخيم
بلاطة؟!
بقلم: أ.د. يوسف رزقة
قبل أيام أعرب
مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين نيكولاي ملادينوف عن
قلقه من أن مخيم بلاطة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، يمكن
أن "ينفجر" في حال وقوع اشتباكات بين الفلسطينيين.
وكان المخيم قد
شهد تصاعدا في أعمال العنف في الأسابيع الأخيرة عندما حاولت قوات الأمن الفلسطينية
القيام بسلسلة مداهمات للقبض على من تشتبه بأنهم (مجرمون؟!) داخل المخيم مما أدى إلى
اشتباكات مسلحة. ويقول محللون إن عباس يعتبر المخيم قاعدة دعم لخصمه السياسي محمد دحلان
.
يقول ملادينوف
للمجتمع الدولي: "إذا نسيت هذه المجتمعات فإنها ستنفجر." وبالتأكيد فإن المخيم
يعاني من إهمال اقتصادي مقارنة مع المدن الفلسطينية الكبرى بحسب ما يرى الباحثون الاجتماعيون
والاقتصاديون . ومن ثم فهناك منافسة شديدة من خصوم عباس لشراء ولاء سكان المخيم من
خلال المساعدات الاجتماعية.
وحين التقى ملادينوف
بقادة المجتمع المدني المحليين والمدرسين ولجنة المخيم الشعبية وهي جهاز القيادة السياسية
في المخيم، في اجتماع مغلق حذرهم من جراء تدهور الأوضاع إلى الأسوأ وتبين أضرار ذلك
على سكان المخيم الذي يتبع إدارة الأونروا في الخدمات اليومية. وأكد أن الأمم المتحدة
لا تتدخل في السياسة إلا أنها تحاول منع الخلافات السياسية من الإضرار بالسكان.
بعد يومين وتحديدا
يوم الأربعاء الماضي لقيت مواطنة من المخيم (٣٦) عاما مصرعها برصاصة في الصدر خلال
اشتباكات بين (خارجين عن القانون) وأفراد من الأجهزة الأمنية في البلدة القديمة في
نابلس.
وقال اللواء الضميري:
إنه أثناء خروج القوة الإسرائيلية من نابلس، تم إطلاق نار على نقطة لقوات الأمن الفلسطينية،
وأصيب (3) أفراد من الأمن بإصابات طفيفة، فيما ردت القوى الأمنية على مصدر إطلاق النار
الذي كان من سيارة وبعد ذلك وبالفحص تبين أن هناك فتاة تبلغ من العمر (36 عاماً) أصيبت
بإصابة خطيرة وجارٍ التحقيق الآن لمعرفة الجهة التي أصابتها"، وزعم بأن هؤلاء
الخارجين على القانون محميون من قوات الاحتلال الإسرائيلي؟!!!!
هذه جلّ الأخبار
التي تناولتها الوكالات عن أوضاع مخيم بلاطة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في
الضفة، وهي معلومات تشير إلى أن هناك صراعًا عنيفًا ومسلحًا بين الأجهزة الأمنية ورجال
دحلان، أو مسلحين مجهولين، وأن قوات الأمن لا تسيطر على الأوضاع بشكل جيد في المخيم،
وأن الصراع يهدد بفلتان أمني، ويهدد حياة السكان، ويزداد الأمر سخونة كلما اقتربت فتح
من مؤتمرها السابع، مؤتمر ( الإقصاء) في نظر المشهراوي؟!
ليست لدي صورة
واضحة عن أحوال المخيم، ولا معلومات كافية يمكنها تشخيص الحالة، ولكن إشارة ملادينوف
كافية لتبعث برسائل قلق حقيقية عند السكان، وعندنا على السواء، لذا ندعو العقلاء لإخراج
المخيم من الصراع بين مكونات فتح، وما يسمونه العناصر المجهولة، وهي في الحقيقة ليست
مجهولة إلا في الإعلام ؟!