ماذا تريد فصائل المنظمة من حماس؟
بقلم: عماد زقوت
بعض فصائل منظمة التحرير كانت خير ناصح لحركة حماس بضرورة
الانخراط في العمل السياسي، وألا تبقى حبيسة العمل المقاوم، ولعدم استجابتها في سنواتها
الأولى اتهمت بأنها تريد إنهاك المشروع الوطني الفلسطيني.
وبعد اشتغالها في السياسة -على طريقتها لا طريقتهم- انهالوا
عليها باتهامات من قبيل أنها ترفض الشراكة الوطنية، وعندما فازت بمقاعد البرلمان الفلسطيني
عبر انتخابات شهد لها العالم ووصلت لسدة الحكم، صارت من وجهة نظرهم من أصحاب الكراسي
والسلطة على حساب المقاومة، ولأنها خاضت ثلاث حروب مع جيش الاحتلال، قالوا إنها دمرت
قطاع غزة، ولأنها تسعى لفك الحصار عن أهل القطاع، باتوا يتهمونها بأنها تعمل على فصل
القطاع عن الضفة.
تلك الفصائل قالت أيضا إن هذا تكريس للاحتلال، وإن
"الهدنة في ظل الاحتلال كارثة وطنية" ولكنهم لم يفكروا مرة كيف لنا أن ننهي
هذا الاحتلال، باعتباره أساس كل أمراضنا الوطنية والحياتية، وبزواله نشفى من كل تلك
الأمراض.
لا أدري ماذا تريد تلك الفصائل من حماس.
في الحقيقة أستخف بمن يقول إن ميناء غزة يعزز الانقسام والانفصال
عن الضفة، هل هناك تواصل جغرافي بين القطاع والضفة؟ ألا يعلم أولئك أن إعادة التواصل
الجغرافي بين المنطقتين لن يكون إلا بعد زوال الاحتلال، وهل يوجد أصلا تواصل بين مدن
الضفة نفسها التي تحولت إلى كانتونات؟
يا جماعة.. لن تحل مشكلة اللاجئين والاستيطان والأسرى إلا
بزوال (إسرائيل)، وما دون ذلك هراء .
ما يجري في غزة من حديث عن اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار
لسنوات وإقامة ممر مائي ورفع للحصار، ما هي إلا محاولات لحماية قطاع غزة والإبقاء عليه
باعتباره الصاعق الذي سيفجر يوماً معركة التحرير والعودة لفلسطين، وما ذلك على الله
ببعيد.
المصدر: فلسطين أون لاين