القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

ماذا تفعل فتح في سورية

ماذا تفعل فتح في سورية

بقلم: عصام عدوان

الفلسطينيون ليسوا طرفاً في النزاع الدائر في سورية، ومع ذلك فقد أصابهم ما أصاب الشعب السوري من ويلات، ولم تنجح كل المساعي التي بُذلت لتجنيبهم. ورغم محاولات منظمة التحرير الفلسطينية الاتفاق مع النظام السوري لتجنيب مخيم اليرموك، إلا أن شيئاً لم يتغير، وباءت جهود المنظمة بالفشل الذريع. رغم هذا الفشل ذهبت حركة فتح باتجاه تطوير وتعزيز العلاقة مع النظام السوري على حساب اللاجئين الفلسطينيين، حيث حصلت على موافقة من النظام لافتتاح مكتبها في دمشق بعد قطيعة دامت أكثر من 32 سنة، لم توفق فتح في اختيار الوقت الأنسب لإعادة العلاقات، الوقت الذي استهدف فيه طيران النظام السوري – صباح الخميس – مخيم درعا بنحو 12 غارة، وقتل الفلسطينيين على مرآى ومسمع من العالم ومن منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح.

وكلما قُتل فلسطينيون أكثر؛ توطدت علاقة حركة فتح ومنظمة التحرير مع النظام السوري أكثر فأكثر، فأي حياد تدعيه فتح والمنظمة، وأين مسئولياتهما تجاه حماية الشعب الفلسطيني؟ ولماذا فشلتا في توظيف علاقاتهما بالنظام لحماية الفلسطينيين ومخيماتهم؟

إن الوقوف إلى جانب أحد طرفي النزاع في سورية إنما هو تدخُّل في الشأن الداخلي السوري، وكل تدخُّل من هذا النوع يجر على شعبنا ويلات هو في غنى عنها. لقد أمعنت حركة فتح في هذا التدخل عندما طلبت من النظام السوري تشكيل قوة عسكرية تدعى : "لواء اليرموك" للقتال إلى جانبه في مخيم اليرموك وغيره، وهذا يُذكِّرنا بتدخلاتها من قبل في الأردن ولبنان والكويت، حيث كان شعبنا يدفع الثمن باهظاً في كل مرة.

التنسيق مع النظام السوري الذي قتل قريباً من ثلاثة آلاف فلسطيني حتى اليوم، ودمَّر معظم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وهجَّر حوالي مائة ألف فلسطيني، لا يمكن أن يكون عملاً حكيماً، وهو يخلو من أي بعد وطني أو قومي، ويتساوق مع مجرمي الحرب، ويحقق مصالح شخصية لبعض القيادات على حساب شعب بأكمله. وشتان بين مَن ضحى بمصالحه حفاظاً على مبادئه وعلى سلامة يده (نموذج حماس في سورية) وبين مَن يبحث له عن مصالح على حساب مبادئه ومصالح شعبه (نموذج فتح في سورية)

إن حركة فتح التي تقود منظمة التحرير الفلسطينية وتستفرد بالقرار الفلسطيني، تؤكد في كل مرة أنها ليست أهلا للثقة، وأن أداء قياداتها هو جريمة بحق الوطن، وهي مسئولة مسئولية مباشرة عن سلامة اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وإن التاريخ لن يرحم.

المصدر: فلسطين أون لاين