«ماريانا».. تفضح العدو والعالم
بقلم:
يوسف رزقة
ففي الساعة
الرابعة من فجر يوم الاثنين 29/6/2015، اعترضت بحرية العدو الصهيوني أولى سفن أسطول
الحرية "ماريان"، التي تحمل العلم السويدي، وعلى متنها ١٨ متضامناً، يمثلون
المجتمع المدني الدولي من نشطاء وشخصيات اعتبارية، على بعد 120 كم من شواطئ غزة.
وقد قام
جنود البحرية بالسيطرة على السفينة بالقوة العسكرية والتهديد بالقتل، و جرى احتجاز
المتضامنين ونقلهم إلى ميناء أسدود المحتل.
يتكون
أسطول الحرية (٣) من خمس سفن، الأولى سفينة "ماريان"، وعلى متنها 18 متضامناً
بينهم الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، وعضو الكنيست باسل غطاس، والثانية
سفينة "جوليانو 2"، وعلى متنها ١٢ متضامناً، والثالثة سفينة "ريتشل"
وعلى متنها ٨ متضامنين، والرابعة "فيتوريو"، وعلى متنها ٩ متضامنين، إضافة
إلى سفينة "أغيوس نيكالوس"، التي انضمت إلى الأسطول في اليونان.
إن الحصار
الجائر، المتمثل في فرض قيود مشددة على حركة المعابر التجارية وتلك المتعلقة بحركة
الأفراد، بحسب منظمات حقوق الإنسان، هو أحد أخطر أنواع الانتهاكات والعقوبات الجماعية،
وقد أدى إلى نتائج كارثية طالت جوانب الحياة الأساسية اللازمة لاستمرار عيش 1.8 مليون
نسمة، حيث يعاني نحو 70% من سكان قطاع غزة من سوء الأمن الغذائي، ويعتمد هؤلاء على
المساعدات الغذائية المقدمة من وكالة الغوث ومن برنامج الغذاء العالمي. كما أدى الحصار
إلى تدمير الحياة الاقتصادية وشلل القطاعات الإنتاجية الرئيسة في قطاع غزة، وهو ما
رفع نسبة العائلات التي تعيش تحت خط الفقر إلى 38.8%، بينها 21.1% تعاني من الفقر المدقع،
فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة 195,000 عاطل، بمعدل بطالة يقارب من
44%، كما تدهورت أوضاع البنية التحتية الأساسية في أوقات مختلفة إلى حد عدم القدرة
على تنقية مياه الشرب والعجز عن معالجة المياه العادمة.
في ضوء
هذه المعطيات الإنسانية الخطيرة، وفي ضوء مسبباتها السياسية العدوانية التي تمارسها
دولة الاحتلال، انطلقت سفن أسطول الحرية ٣ لكي تصل إلى غزة، ولكي تنقل رسالة أحرار
العالم المدافعين عن حقوق الإنسان في غزة المحاصرة حصارا مشددا خارج القانون. إن سيطرة
الجيش الصهيوني على سفينة ماريانا لن يمنع السفن الأخرى في الأسطول من مواصلة طريقها
نحو غزة لتحقيق أهداف الرحلة، قد تسيطر دولة الاحتلال على بقية السفن، وقد تعتقل المتضامنين،
وهذا في حدّ ذاته نجاح للرحلة، وتحقيق لأهدافها، في كشف عدوان إسرائيل وجرائمها المتواصلة
لا ضد سكان غزة فحسب، بل وضد سفن التضامن الإنساني والقانون الدولي أيضاً.
إن سيطرة
جيش العدوان على سفن لا تحمل سلاحا ومنع وصولها لغزة يثبت للعالم أن غزة محاصرة ظلماً
بالقوة العسكرية، خلافاً لزعم نتنياهو ويعلون بأن غزة غير محاصرة؟!، العالم كله يرفض
حصار غزة، بينما حكومة الاحتلال ترفض مقولة العالم، وتزعم أن غزة غير محاصرة؟.
إن سيطرة
جيش العدو على السفن في المياه الدولية، ومنعها من الوصول إلى غزة، يكشف عن فشل الأمم
المتحدة ومجلس الأمن ، والقانون الدولي، في حماية حقوق سكان قطاع غزة، ويكشف عن فشل
ونفاق الدول العظمى والصناعية مجتمعة ومتفرقة في إرساء قواعد عمل خالية من العنصرية
والتمييز، ومواجهة العدوان وجرائم إسرائيل في المنطقة، حيث لم يصدر عنها شجب أو استنكار
لعدوان اسرائيل، لذا يمكن عدّ هذه الدول على أنها هي المؤسس الأول للعنف والتطرف في
العالم، وبالذات في المنطقة العربية، وهم شركاء مع إسرائيل في خلق الإرهاب وتوفير بيئة
مناسبة للتطرف.
المصدر:
فلسطين أون لاين