مباراة في حب فلسطين
أيهم السهلي
فوز الفلسطيني الغزاوي
محمد عساف بلقب «محبوب العرب» اي «آراب أيدول» في برنامج المواهب على قناة «آم بي سي»،
لم يكن مجرد حصد جائزة ولقب يتسابق عليه الكثيرون. يجب القول اولا ان لهذا البرنامج
ما له، وعليه أيضا ما عليه. لكن إنجاز محمد عساف كان بالفعل حاجة فلسطينية ملحّة، لانتصار
يجمع الفلسطينيين خلفه في ظل كل هذا الركود في الحالة الفلسطينية على الصعد كلها وفي
كل الاماكن التي ينتشر فيها هؤلاء.
رحلة هذا الشاب من القطاع
الذي لا يحب قادته الفن والغناء، إلى البرنامج، اختصرت معاناة الغزيين من جراء الحصار
المفروض على قطاعهم منذ أعوام، فالانتظار المهين والطويل الذي يضطر له أبناء غزة عند
معبر رفح، هو بحد ذاته قضية يجب تسليط الأضواء عليها بقوة.. هذا الانتظار هو الذي أدى
إلى تأخر الشاب الموهوب عن الموعد المخصص للتقدم للبرنامج، هكذا وصل الشاب متأخرا،
ليجالس مجموعة من المتقدمين للبرنامج، وهو يائس ولكن تملأه في الآن ذاته روحه الفلسطينية
المصممة على البقاء تحت أي ظرف أو قهر. هكذا ايضا غنى مع زملائه دون ان تكون له أي
فرصة للظهور أمام لجنة التحكيم التي تقرر قبول دخوله في المنافسة بعد الاستماع إلى
صوته. لكن، وبينما كان محمد يغني، سمعه أحد المتقدمين للمسابقة والمسمى رمضان أبو نحل،
وهو ايضا فلسطيني يدرس في مصر، فتقدم منه وأهدى له رقمه للمشاركة، معتبرا أن صوت عساف
أهم من صوته، وسيصل إلى النهائيات، وهذا ما حصل.
كان رمضان يعلم أن وصول
فلسطيني إلى النهائيات سيحقق شيئا لفلسطين، الفرحة على الأقل. رفض من عساف، إصرار من
رمضان، أخيرا وافق عساف، ووصل فعلا الى النهائيات، وحصد اللقب. وأدخل فرحة إلى قلوب
الفلسطينيين في كل بقاع شتاتهم واقامتهم، هذه الفرحة التي طال انتظارها طويلا من شعب
يعاني مرارات لا يمكن تعدادها.
إنها الفرحة التي لم تستطع
حالتنا الفلسطينية قاطبة تقديمها لهؤلاء الـ11 مليوناً. «الفرحة ولادة» تعليق قاله
أحد الأشخاص، هكذا ولدت فرحتنا بعساف فرحتنا بالتآخي الفلسطيني والتضحية من قبل أبو
نحل، فرحتنا بشغفنا للوصول إلى شيء كبير، يجعلنا نؤكد أن فلسطين لا تموت، ما دام في
أبنائها إرادة لا تموت.
محمد عساف، ابن مخيم خان
يونس في قطاع غزة المحاصر، ظل ابناً لهذا المخيم، حين أهدى نجاحه لشهداء فلسطين وللأسرى
والجرحى وأبناء الشتات وأبناء الداخل.. ربما اوصل توق الفلسطينيين الى انتصار، وذلك
التضامن خلف مرشحهم وتضحية رمضان ابو نحل، رسالة إلى القيادة الفلسطينية بكافة فصائلها
وقواها: بأن هذا الشعب يقف خلف قضيته وانه، نا لم يداووا انقساماتهم، فإنه سيسبقهم
في آخر المطاف بشكل او بآخر..
المصدر: الأخبار