مجرد
رأي: اعلام الفتنة يتلاعب مجدداً بأمن صور واستقرارها بالحديث عن انتحاري مزعوم
هيثم
شعبان
مجدداً
يطل بعض الاعلام اللبناني اللامسؤول برأسه من نافذة الامن والاستقرار ليلعب على
وتر الفتنة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني في منطقة صور مهدداً الهدوء
والاستقرار والتعايش النموذجي بين المدينة ومحطيها المتنوع المشارب والميول...
فقد بث
عدد من وسائل الاعلام اللبنانية خبراً مفاده ان مخابرات الجيش اللبناني قد اوقفت
يوم الاحد الماضي انتحارياً في مخيم الرشيدية كان يعد العدة ليفجر نفسه بحاجز
الجيش على مدخل المخيم، وقد استندت هذه الوسائل في خبرها الى مصادر امنية لم توضح
هويتها، معتبرة ان قيادة الجيش والقوى والفصائل الفلسطينية قد فضلت التكتم على
الموضوع لعدم اثارة البلبلة.
وعلى اثر
بث الخبر في عدة وسائل اعلامية، سرت في الشارع الصوري وفي المنطقة بأكملها شائعات
مضاعفة عمدت الى تضخيم الامور بشكل مبالغ به، وصولاً الى الحديث عن مجموعة من
الانتحاريين في عدد من مخيمات صور يعدون العدة لضرب استقرار المنطقة.
وفيما لم
يصدر عن قيادة الجيش اللبناني، المعني الاول والاخير بالقضية، اي بيان رسمي يشير
من قريب او بعيد الى هذه الحادثة، اعتصمت الفصائل الفلسطينية ايضاً بالصمت ولم
يصدر عنها ما يؤكد او ينفي صحة هذه الشائعة.
وبغض
النظر عن صحة هذا الخبر او عدمه، وهذا ليس موضع نقاشنا، نكرر تساؤلنا مجدداً
ومجدداً عن سعي بعض الجهات الاعلامية لايقاع الفتنة بين المخيمات الفلسطينية
ومحيطها وعن المستفيد من هذه الفتنة في حال حصولها لا قدر الله...
كلنا
نعرف ان في المخيمات سلفيون، كما في العديد من المناطق اللبنانية، وهذا امر ليس
خافياً على احد، ولكن كما يوجد في المخيمات اقليات سلفية هناك اكثريات وطنية
وقومية تقف في خط التصدي الاول لهذه التوجهات السلفية القاعدية ومخططاتها
الارهابية، فلمصلحة منْ التصويب على المخيمات ككل لا يتجرأ والتعاطي مع
الفلسطينيين كحالة واحدة ؟؟؟، واليس بيننا نحن اللبنانيون ايضاً سلفيون وقاعديون
وحتى داعشيون، فهل نصبح كلنا كذلك ؟!؟!
ثم انه
اذا صحت هذه الرواية، وتمكن الجيش فعلاً من احباط هجوم انتحاري، فهذا يعني ان
القضية انتهت عند هذا الحد، ولو وجد الجيش مصلحة في التعميم لكان اصدر بياناً
رسمياً بالموضوع، وهنا يصبح نشر هذه الاخبار من غير مصادرها الرسمية مسيئاً
للمؤسسة العسكرية بالدرجة الاولى والتي قد تتضرر مصادرها المعلوماتية والاستقصائية
من زاوية او اخرى، اضافة الى اساءته الى الاستقرار العام في المنطقة...
مرة
جديدة نلمس شبهة في التسريب والنشر، وكأن هناك ايادٍ خفية واقلاماً مشبوهة تصر على
ضرب المخيمات مع محيطها، ومرة جديدة نجد انفسنا مطالبين مع كل الحريصين من
اللبنانيين والفلسطينيين على التصدي اولاً لكل محاولات الفتنة والشرذمة، وعلى
الحرص ثانياً على عدم تسلل هذه الخلايا الارهابية المريضة، الغريبة عن ثقافتنا
وحضارتنا، الى جسدينا اللبناني والفلسطيني المقاومين اللذان طالما وقفا سوياً
وتحملا سوياً كل اجرام العدو وبطشه في سبيل القضية المركزية والقدس الشريف والعداء
الابدي لاسرائيل حتى زوالها...