مجرد رأي: تحريض مشبوه على المخيمات الفلسطينية في منطقة
صور
بقلم: هيثم شعبان
شكلت حادث اطلاق الصواريخ الاربعة عصر امس الخميس من احد
بساتين منطقة الحوش مناسبة لكي تكشف بعض وسائل الاعلام المحلية اللبنانية عن دورها
الفتنوي واصرارها على التمادي في التحريض على الواقع الفلسطيني في لبنان وصولاً الى
افتعال فتنة بين المخيمات الفلسطينية ومحيطها اللبناني، وهذا ما كان قد نبه اليه صراحة
الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير في ذكرى النصر في
عيتا الشعب.
وهنا لا بد من ملاحظات نسوقها من باب الحرص والتنبيه على
عدم حدوث اي خلل في العلاقة مع اهلنا في المخيمات قد ينحدر الى ما لا تحمد عقباه، مع
العلم اننا على ثقة كبيرة بحكمة جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء وحرصها على السلم
الاهلي والاستقرار الداخلي اللبناني، اما اذا وجدت حالات شاذة او نافرة فهي تبقى في
اطارها الفردي البحت ولا يمكن ان تدين الواقع الفلسطيني بشكل عام، وهذه الحالات قد
توجد في كل مكان وكل زمان ويجب التعامل معها كحالات منفصلة عن اصالة الشعب الفلسطيني
وصدق انتمائه الوطني والقومي.
ولكن كيف يمكن للتحريض ان يكون مباشراً ومكشوفاً الى هذا
الحد، وكيف يمكن لبعض الاعلام ان يكون مستهتراً لدرجة انه كاد ان يتسبب بفتنة في اقل
من عشر دقائق !!
والمؤسف ان احدى المحطات التلفزيونية اللبنانية، والتي كانت
قد روجت لشيخ الفتنة الاسير سابقاً ثم تبرأت منه عندما سقطت ورقته، قد بثت خبراً مفاده
ان الصواريخ التي اطلقت من صور وجهتها مدينة صيدا !! مما اثار حالة من الذعر والهلع
في المدينتين، وبعدما اتضح ان الصواريخ وجهتها فلسطين المحتلة، ترآى للمحطة المذكورة
وتبعها الكثير من الاعلام الفتنوي، ان الصواريخ قد اطلقت من المنطقة الواقعة بين الرشيدية
والحوش، او من بساتين الرشيدية، او من على مقربة من الرشيدية، وبقي الاصرار واضحاً
على ادخال اسم مخيم الرشيدية في كل الاخبار المتعلقة بهذه الحادثة حتى بعدما تبين ان
مكان اطلاق الصواريخ يبعد عن المخيم اكثر من خمسة كيلومترات ....
وتبدو الخفة واضحة وتعمد اثارة البلبلة جلياً عندما يقال
( بين الحوش والرشيدية)، اوليس اجدى ان يقال مثلاً ( بين صور والحوش) والحوش اقرب الى
صور منها الى الرشيدية، او بين الحوش وعين بعال، او الحوش وباتوليه ، وكلها مناطق اقرب
الى الحوش من الرشيدية؟؟!!،... وحتى لو فرضنا جدلاً ان من اطلق الصواريخ هم من الفلسطينيين،
فلماذا التحريض على كل المخيم وعلى كل الفلسطينيين !؟، ولماذا لا يترك للجيش اللبناني
امر معالجة هذه الامور وتحديد الفاعلين والتعامل معهم كما يجب، واي فائدة سنجنيها نحن
اللبنانيون واخواننا الفلسطينيون من اي اشكال او فتنة لا قدر الله .... وماذا سوف نجني
سوف الخراب والقتل والدماء المجانية التي ستهدر سدى في غير مكانها ...
لا شك ان الوضع دقيق والمرحلة حساسة وتتطلب الحد الاقصى من
الوعي والادراك والانتباه لكل ما يحيكه العدو الصهيوني وبعض اجهزة المخابرات العربية
المرتبطة مع الموساد الصهيوني والتي لم تضمر يوماً سوى القتل والخراب والتآمر على الشعبين
اللبناني والفلسطيني، ولا شك ايضاً ان الاخوة الفلسطينيين في المخيمات مطالبون اليوم
بضرورة الوعي الشديد لكل العناصر الفتنوية التي قد تتخذ من المخيمات ملاذاً ومنطلقاً
لاحداث خلل في الوضع الامني في المحيط، وهذه العناصر قد تكون فلسطينية او سورية وحتى
لبنانية ...
حمى الله وطننا وشعبنا، وحمى اخواننا في المخيمات من كل سوء
وفتنة، وستبقى بوصلتنا جميعاً القدس الشريف وبنادقنا لن توجه الا الى صدور العدو الاسرائيلي
...
المصدر: ياصور