القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

مخيم البداوي: بين الهواجس والحفاظ عليه

مخيم البداوي: بين الهواجس والحفاظ عليه

بقلم: الشيخ محمد الحاج

إزدادت المخاوف الفلسطينية اللبنانية من اندلاع معركة في مخيم البداوي شمال لبنان، وارتباطها بتطور الأحداث في سوريا. وتشير المعلومات الى قلق كبير لدى جميع الفئات من اندلاع اشتباكات في طرابلس بين مؤيدين للثورة السورية في باب التبانة والقبة والمنكوبين من جهة, ومؤيديين للنظام في سوريا في جبل محسن، وان تتطور هذه الإشتباكات لتمتد الى مخيم البداوي الملاصق للمنكوبين والقبة ما يجعل المواجهات حتمية بين انصار الثورة السورية والجبهة الشعبية القيادة العامة التي ربطتها علاقات وطيدة مع النظام في سوريا. ويبرر محللون هذه المخاوف بأسباب أبرزها:

1- الخوف من تنامي المجموعات الإسلامية في طرابلس وخاصة التي تسيطر على محاور الإشتباكات ضد جبل محسن. وتصرّح اوساط طرابلسية خوفها من فقدان السيطرة على هذه المجموعات، حيث أن بعضها يرتبط ارتباطاً مباشراً بمجموعات مقاتلة في سوريا.

2- إنتشرت شائعات في أوساط شمالية أن مجموعات مسلحة تابعة للجبهة الشعبية القيادة العامة دخلت مخيم البداوي،مهمتها مساندة جبل محسن بالسلاح من خلال أنفاق تربط مواقع القيادة العامة بجبل محسن، بعد ان سبق للجبهة مساندة جبل محسن بالمواد الغذائية وانقاذ الجرحى.

3 -ـ تداولت أوساط متابعة أن قوى فلسطينية دعمت مسلحين موالين لتيار المستقبل في باب التبانة والقبة بالسلاح والذخيرة، إشارة الى حركة فتح، مقابل ثمن رمزي .

4- هواجس لدى فريق 14 آذار والقوى السلفية مبنية على معلوات مفادها: وجود مجموعات مسلحة فلسطينية في مراكز حركة التوحيد الإسلامي بطرابلس المدعومة من حزب الله لمواجهة المعتدين على مراكز التوحيد بعد تكرار احداث دامية سقط فيها عدة قتلى وجرحى.

5- الإشاعات التي تسري كالهشيم عن وجود مجموعات اسلامية في مخيم البداوي دخلت مع النازحين الفلسطينيين من مخيم اليرموك، هدفها مواجهة عناصر القيادة العامة ومنعها من السيطرة على المخيم.

بالإضافة الى أسباب أخرى، تجعل مخيم البداوي تحت المجهر.

أمام هذه المخاوف وشعوراً بالمسؤولية إنطلقت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية ورابطة علماء فلسطين في الشمال بسلسة لقاءات داخلية للتفاهم على ثوابت في تجنيب مخيم البداوي والحرص على امنه واستقراره وعلاقته الطيبة بمحيطه, فيما نفت القيادة العامة الإتهامات وأكد مسؤولها في لبنان أبو عماد رامز وقيادة الجبهة في الشمال التزامها مصلحة اهلنا في مخيم البداوي وقرار الفصائل الفسطينية، والتوافق على تحييد المخيم عن الصراعات الخارجية.

كذلك كثفت الفصائل الفلسطينيية لقاءاتها لتفعيل دور اللجنة الأمنية، ومتابعة تطور الأحداث، خاصة أثناء الإشتباكات بين جبل محسن والتبانة والقبة والمنكوبين، ونشر عناصر فلسطينية في محيط المخيم حرصاً على تحييد المخيم وعدم جرّه الى المشاركة في المعارك, بالإضافة لزيارات فلسطينية وتأكيد طرابلسي.

قام وفد من قيادة الفصائل في الشمال بزيارات لفعاليات طرابلسية تهدف الى توضيح الموقف الفلسطيني ونفي الإشاعات، والتأكيد على ضرورة المحافظة على امن المخيم بعيداً عن الصراع, كما قام وفد من قيادة حركة حماس برئاسة علي بركة ممثل الحركة في لبنان وقيادة الحركة في الشمال بسلسلة زيارات خلال الأيام الماضية، حيث أمضى بركة أياماً في طرابلس ومخيم البداوي. وقد شملت زيارات وفد حركة حماس كل من الوزير فيصل كرامي،الوزير سمير الجسر،النائب خالد ضاهر النائب محمد عبد اللطيف كبارة, قيادة مخابرات الجيش في الشمال، وقيادة الجماعة الإسلامية برئاسة عزام الأيوبي المسؤول السياسي للجماعة في لبنان وقيادة الجماعة في الشمال، بحضور النائب السابق أسعد هرموش، الشيخ بلال شعبان أمين عام حركة التوحيد الإسلامي، الشيخ سالم الرافعي (هيئة علماء المسلمين في لبنان) الشيخ كنعان ناجي (جند الله) الشيخ رائد حليحل، كما التقى مجموعة مشايخ من القوى السلفية في طرابلس.

وأفاد متابعون أن اللقاءات اتسمت بصراحة ووضوح، وتأكيد الجميع على تجنيب مخيم البداوي الصراع، ومعالجة كل المشاكل التي تؤدي الى تفاقم المخاوف.

ويعتبر هذا التحرك المسؤول من القوى الفلسطينية والإسلامية،محاولة لإزالة مبرات افتعال أزمة بين المخيم ومحيطه،حيث أكدت القوى اللبنانية الطرابلسية حرصها على عدم تكرار نهر البارد.

فيما أكدت قوى لبنانية شمالية حرصها على نزع فتائل التفجير، وإزالة هذه المخاوف, وأنها لن تقبل بإستدراج المخيم الى معركة.

ومن هنا, فإن التطمينات التي تداولتها القوى اللبانية والفلسطينية، تبقى حلماً يأمل الجميع تحققه، غير أن تظافر جهود الجميع في العمل على تحقيقها، ومواجهة أي خرق أمني يتعرض له مخيم البداوي، والضرب بيد من حديد، وعدم التساهل مع المخلين أيّاً كانوا, وتحمل جميع مسؤولياته في ظل تطورات تشهدها الساحة الشمالية، وتسارع الأحداث في سوريا.

المصدر: موقع ومنتدى مخيم نهر البارد والبداوي الحواري