مخيم البداوي... على خطى البارد؟!
بقلم: دموع الاسمر
تتسارع الاتصالات والاجتماعات في مخيم البداوي لتجنيبه ما اصاب مخيم نهر البارد
،والاستفادة من درس ذلك المخيم وكي لا تتكرر المأساة..
ففي مخيم البداوي اكثر من خمسين الف نسمة يعيشون في شوارع واحياء مكتظة بالسكان
اثر نزوح اهالي مخيم البارد اليه دون ان تتوفر لهم امكانيات العودة،وجاء نزوح الفلسطينيين
من المخيمات السورية اثر اندلاع الازمة ليزيد حجم الاكتظاظ في البداوي.
ماذا يحصل في مخيم البداوي وما هي الاسباب المباشرة وغير المباشرة للوضع المقلق
في المخيم حاليا؟
من خلال المتابعة الميدانية لوحظ ان الجيش اللبناني عزز وحداته العسكرية في
محيط المخيم وعند مداخله من كافة الاتجاهات واقام الحواجز الثابتة مدققا بحركة الدخول
والخروج الى المخيم اثر اشكال فردي وقع نهار العيد في احد ملاهي التسلية خارج المخيم
والمحاذية له بين شاب من آل سيف من وادي النحلة وآخر فلسطيني من آل الشعبي الذي اصيب
بقدمه فعاد الى المخيم ليعود مع اقاربه للانتقام وليرفع من وتيرة الاشكال بعد القائه
قنبلة ورشقات من الرصاص اصيب اثرها عدد من رواد مدينة الملاهي، ما دفع بالجيش اللبناني
الى الاستنفار وتسيير دوريات لملاحقة مفتعلي الحادثة واوقفت البعض منهم فيما تمكن البعض
الآخر من الفرار واللجوء الى داخل المخيم والاحتماء بعائلاتهم.
وقد طالب الجيش اللبناني الفصائل الفلسطينية بتسليم المطلوبين لا سيما وانه
سبق لقيادة الجيش منذ اكثر من شهرين أن طالبت الفصائل الفلسطينية بتسليمها عدد من المشتبه
بتورطهم في الانتماء الى منظمات ارهابية «داعش» و«النصرة» للتحقيق معهم بملفات امنية
وفي مقدمة هؤلاء المدعو شادي الخطيب (24 سنة) الذي التحق بـ «داعش» وقاتل في صفوفها
في سوريا ثم عاد الى مخيم البداوي منذ حوالى سنة ونصف ناشطا في صفوف الشباب وداعيا
للنهج السلفي التكفيري، وسبق أن اوقف الجيش على حاجز له في العيرونية شقيق شادي المدعو
خالد الخطيب.
والمعلومات الخطيرة التي افاد بها خالد خلال التحقيق معه جعل الجيش يصرّ على
ضرورة تسليمه شادي طالبا من القوة الامنية الفلسطينية العمل على توقيفه وتسليمه خصوصا
وان مستوى التنسيق والتعاون بين قيادة الجيش والقوة الامنية مشهود بنجاح التعاون في
كثير من الملفات الامنية، غير ان الخطيب احتمى بعائلته فسارعت القوة الامنية الفلسطينية
الى تعزيز عناصرها وانذرت الخطيب بضرورة تسليم نفسه مع عدد آخر من المطلوبين بملفات
امنية.
وكانت الاتصالات التي جرت يوم امس بين قيادة الجيش والقوة الامنية الفلسطينية
قد انتهت الى تخفيف الاجراءات حول المخيم وافساح المجال للقوة الامنية كي تتابع مساعيها
لتوقيف المطلوبين منعا لتطورات دراماتيكية من شأنها ان تؤدي الى تنفيذ مداهمات في المخيم
،وذلك بعد تحرك الاهالي وتنفيذ اعتصامات عند مدخل المخيم ،وقد سارع رئيس اللجنة الامنية
الفلسطينية في لبنان قائد الامن الوطني اللواء صبحي ابوعرب للانتقال الى مخيم البداوي
على رأس وفد لمتابعة التطورات واستهل نشاطه
بعقد لقاءات مع قيادة الفصائل الفلسطينية والقوة الامنية والبحث في كيفية تسليم جميع
المطلوبين تجنبا لاية احداث امنية لا سيما وان كثير من العائلات الفلسطينية بدأت بالخروج
من المخيم تحسبا لانفجار الوضع في المخيم.
وجرى تسليم اثنين من آل الشعبي متهمين بالاشكال في مدينة الملاهي فيما المفاوضات
متواصلة لتسليم بقية المتهمين.
مصادر متابعة تخوفت من وجود مخطط ارهابي يسعى الى توريط المخيم في قضايا امنية
،وهذه المصادر سبق لها ان اشارت الى ان يقظة االفصائل الفلسطينية نجحت حتى الآن في
ضبط امن المخيم وان قلة من المشبوهين المتورطين لا يمكن ان يصموا المخيم، ولفتت الى
ان الفصائل الفلسطينية تبذل جهودا لمنع تحول المخيم الى بؤرة امنية او قنبلة موقوتة
لا يدري احد متى تنفجر بحيث يصبح المخيم ورقة بايدي المنظمات الارهابية التي تحاول
التسلل الى الساحة الشمالية من خلال خلايا ارهابية تجعل المخيم منصة لها لكن الفصائل
الفلسطينية حريصة على التنسيق والتعاون مع قيادة الجيش لنزع فتائل التفجير وكي لا يتحول
البداوي الى نهر بارد آخر.
المصدر: الديار