مخيم
اليرموك، الأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية
بقلم: سميح شبيب
في حواره مع إذاعة الأمم المتحدة، قام المفوض
العام للأونروا، بيير كرينبول بتشخيص حالة الفلسطينيين في مخيم اليرموك، على نحوٍ
صادق ودقيق.
جاء ذلك بعد زيارته للمخيم، والاطلاع الميداني
على أحوال سكانه من اللاجئين.
لدى الأونروا، معلومات دقيقة ومنظمة، ولديها
تقديراتها ورؤيتها. أكد المفوض العام، في حديثه الإذاعي، أن نحو 60% من لاجئي
سورية، مشردون، إما داخل سورية، أو خارجها، وأن 95% من اللاجئين، المتواجدين في
الأراضي السورية يعتمدون على المساعدات الغذائية المقدمة من الأونروا.
جاءت هذه المعلومات الرقمية، بعد شرح وافٍ، قدم
المفوض خلاله، توصيفاً معقولاً، عن الحالة الجيدة، التي كان بها اللاجئون
الفلسطينيون في سورية، يتمتعون بالأمن والاستقرار، والحالة الاجتماعية ـ
الاقتصادية الجيدة ـ نسبياً.
وحدد عدد اللاجئين في سورية، قبل الحرب،
560.000، يشكلون جزءاً من الحياة الاجتماعية ـ الاقتصادية السورية. وكانت الفرص متاحة أمامهم، وكانوا قادرين على
القيام باحتياجات أسرهم، إلى حد كبير. وأضاف إن جيلاً من لاجئي سورية، يواجه الآن،
صدمات الفقدان والحرمان، وأبدى إعجابه الشديد، بشجاعة أربعة آلاف موظف، يعملون في
الأونروا، معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سورية.
دور الأونروا، ومنذ ممارسته في سورية، ودول
الشتات، كان دوراً إغاثياً وإنسانياً، ولم يسبق لها، ولا لكوادرها الميدانية، أن
تعرضوا لأزمة، كتلك الأزمة القائمة في سورية.
تمارس الأونروا، ما بإمكانها أن تقوم به،
وتتساعد وتتعاون مع الجهات المعنية، رسمية كانت أم غير رسمية. في سورية، تتعاون
الأونروا، مع السلطة الرسمية السورية، ومع منظمة التحرير الفلسطينية، غير القادرة
على تأمين الاحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في سورية، ولا على تأمين ما
يساوي 10% من تلك الاحتياجات، خاصة في مخيم اليرموك، الذي لا يزال يشهد اشتباكات
مسلحة بين فصائل متقاتلة فيما بينها، وبينها وبين الجيش السوري.
هنالك بؤر مسلحة بداخله، من نصرة وغيرها، وهنالك
حالة حصار تفرض عليه، ما عزل أجزاء من أحياء بداخله، عانى سكانه المدنيون، من
الجوع والعطش، حتى الموت!!! في وقت عانى فيه آخرون، من تدمير بيوتهم، وتشردهم...
خلق كل ذلك، حالة من الإحباط، وانسداد الآفاق، والتفكير جدياً بالهجرة، خاصة تجاه
الدول الاسكندنافية... بالتالي، ذاع صيت
شركات التهجير، وخطوط الهجرة.. وانتشار تجار الموت، في الإسكندرية، وليبيا، وإسطنبول..
تساوى الموت مع الحياة، ودفع المئات أرواحهم ثمناً لأوهام الهجرة، وبلاد الأمن
والأمان!!!
ما يلفت النظر، خاصة في حديث المفوض العام
للأونروا، هو ضعف التنسيق فيما بين م.ت.ف وبين الأونروا، كان بالإمكان إيجاد نوع
من التنسيق، فيما يتعلق بالهجرة والمهاجرين، ممن ضاقت بهم الحياة، واستحال بقاؤهم
في سورية... والطلب من الأونروا مساعدتهم، دون تركهم فريسة لتجار الموت، والغرق في
البحار... وذلك بترتيب سفرهم على نحو شرعي ومضمون براً أو جواً أو بحراً، وذلك
بعدما أعلنت الدول الأوروبية قبول لجوئهم سلفاً.
كان بالإمكان ايضاً، تنسيق المساعدات الغذائية،
ووصولها، للبؤر المحاصرة، داخل مخيم اليرموك، وعدم تعريضهم الموت جوعاً وعطشاً،
وذلك عبر الطائرات المروحية، التي تحمل شعار الأمم المتحدة والأونروا. سبق أن نجحت
تلك الوسيلة، في الصومال، وغيرها... فما الذي يحول دون ممارستها في سورية؟!!!
المصدر: الأيام