القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

مخيم اليرموك ... والقاتل الجديد " التلوث "

مخيم اليرموك ... والقاتل الجديد " التلوث "

الثلاثاء، 30 نيسان، 2013

يتهدد المتبقين من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك خطرٌ كبيرٌ ينذر بحصاد مزيدٍ من الأرواح مصدره التلوث البيئي الذي أخذ يلوّح بنتائج غير محمودة، فهناك العديد من الأمراض التي باتت تتربص بمن تبقى هناك كالطاعون واللشمانيا ( حبة حلب ) والجرب والقمل -على سبيل المثال لا الحصر- والذي يعزو معظم أخصائيي الصحة والبيئة الإصابة بها إلى عدة أنواع من الطفيليات والبكتيريا.

وتعد القوارض والكلاب بالإضافة إلى بعض الحيوانات الأخرى الخازن الطبيعي للطفيليات المسببة لتلك الأمراض، وتفيد التقارير الواردة من المخيم أن أعدادا ً كبيرة ً للكلاب والقطط تجوب الشوارع بشكل ٍ غير ملحوظ من ذي قبل بالاضافة الى الجرذان التي هجرت أوكارها نتيجة الجفاف وتوقف عمل محطة تكرير مياه الصرف الصحي في المخيم الناجم عن الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي والمياه، كما أن تراكم القمامة في الشوارع وغياب عمال النظافة وتوقف أعمال الترحيل أدى الى تأمين مرتع خصب وبيئة حاضنة لنمو جميع أنواع البكتيريا والطفيليات بالإضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة عنها وتأثيراتها السلبية والضارة على صحة الإنسان وبالأخص الجهاز التنفسي .

كما أن بقاء الجثث وتفسخها في بعض أماكن الاشتباكات داخل المخيم ملقاة على الأرض لعدة أيام دون أن يجرؤ أحدٌ من الموجودين هناك الاقتراب منها أو سحبها نتيجة وقوعها تحت مرمى نيران القناصة، قد فاقم وعزز من إمكانية انتقال العدوى من الذباب والقوارض والكلاب إلى السكان .

إن التلوث مصدر خطير من مصادر الفتك والقتل لا تقل مخاطره عن المخاطر التي يتسبب بها القصف من حيث النتائج فكلاهما يزهق الأرواح ويزيد المعاناة والبؤس. لذلك لا بد من التنبه ودق ناقوس الخطر لكارثة بيئية في طريقها إلى المخيم إذا ما قامت الحكومة أو الجهات المسؤولة بمتابعة الأمور، فرغم ما نفّذ في المخيم خلال الفترات السابقة وبمبادرات أهلية من حملات تدعو إلى النظافة ورفع المخلفات من الشوارع والحارات إلا أن التدهور الأمني القائم والإمكانيات المحدودة لأصحاب تلك الحملات تجعل الأمر متعذر الاستمرار، فإذا ما تبنت جهات كبيرة تمويل هذه الحملات أو رُدَ الأمرُ إلى أهله من ذوي الاختصاص، سيشهد المخيم الكثير من المضاعفات الصحية والبئية الخطيرة، لذا يتوجب على المؤسسات الدولية والإنسانية كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصليب الأحمر الدولي والأونروا بصفتها المسؤولة بشكل مباشر عن المخيمات إلى التدخل سريعا ً لدى الجهات المعنية لتمكين المختصين من الفنيين والعمال من تشغيل محطة تكرير مياه الصرف الصحي ورفع القمامة وعزلها ورش المبيدات وو مكافحة القوارض والكلاب والسماح بدخول الفرق الطبية لاخلاء القتلى والجرحى وتوزيع اللقاحات اللازمة لحماية من تبقى من اللاجئين داخل المخيم .

المصدر: مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية