مخيم برج
البراجنة في بيروت: الحياة "المتصدعة”
بقلم: رحيل
زيدان
تتشابه
المخيمات الفلسطينية في لبنان في شكلها الجغرافي. ويكاد يقتصر الإختلاف بينها على
حجم المآسي المعيشية ونسب سوء الإدارة. هكذا، شوارعها الضيقة تملؤها الحفر،
وجدرانها المنسية لا تحمل الا صوراً وشعارات، ومنازلها تتلاصق بشكل عشوائي، فيما
تُغيّب أشرطة الكهرباء وأنابيب المياه المتشابكة السماء وشمسها. وهذه جميعها تشكل
صورة أولى للحرمان الذي تعيشه المخيمات.
يعتبر مخيم برج
البراجنة، في بيروت، صورة مصغرة عن الإثني عشر مخيماً فلسطينياً في لبنان. وهو يعاني
من مشاكل كثيرة تتعلق بشبكات الصرف الصحي المهترئة والمنازل المتصدعة وأشرطة
الكهرباء العشوائية التي تسببت في مقتل عدد غير قليل من أبناء المخيم.
يقول زاهر، وهو
أحد سكان المخيم، إن "مشاكل المخيم بدأت منذ عشر سنوات تقريباً. قبل هذا الوقت كان
المخيم مكاناً جيّداً للسكن بالرغم من غياب التسهيلات الخدماتية”. في الراهن، هناك
بيوت لا تدخلها الشمس. "وهي تُبنى على بعضها البعض، مما قضى على أي فسحة فارغة،
وعلى الخصوصية. ذلك أن أي خلاف بين جيراننا نسمعه بالكامل وكأننا معهم”. وهو يرى
ان سبب هذا التغير والضياع هو "البناء غير المنظم والعشوائي للبيوت الذي حفزته
اللجان الشعبية والأمنية، التي يُفترض أن مهمتها الإشراف على سير الأمور في
المخيم”.
أما أبو هيثم،
الذي خسر أخاه قبل سنوات بسبب أشرطة الكهرباء غير المنظمة، فيقول بحسرة "لا يمكن
أن أنسى ذلك اليوم. كان أخي يعمل على إصلاح عطل في الشبكة وكانت كهرباء الدولة
مقطوعة. حدث أمر غير متوقع. اذ عادت الكهرباء في غير موعدها. عادت هذه المرة وأخذت
أخي وتركت عائلته بلا معيل وأطفاله أيتاماً. لم يتحمل أي أحد مسؤولية ما حصل. مات
أخي كما مات قبله كثيرون، وكما سيموت بعده كثيرون”. والحال أن ما تغير منذ ذلك
اليوم، وفقه، "هو إزدياد أشرطة الكهرباء وإزدياد الخطر على أبناء المخيم”.