مخيم عين الحلوة المدخل إلى انفجار صيدا
بقلم: فداء عيتاني
في هذه الايام فقط سيحرص مضيفك في مخيم عين الحلوة على مرافقتك، او ارسال من يرافقك، إلى حدود المخيم. لا ينقص اهل المخيم حسن الضيافة، لكن هذه الايام الحرص مضاعف. انهم يعيشون هاجس الانفجار الامني.
يحار ابناء المخيم مما يحصل حولهم، ليست المرة الاولى التي ينفّذ فيها اغتيال، ولا المرة الاولى التي تطلق صواريخ من الجنوب، فينظر الجميع إلى عين الحلوة بنظرة الشك، بل والاتهام، وليست المرة الاولى التي تنفجر عبوة «طائشة» بقافلة لقوات الطوارئ فيشار بأصابع الاتهام إلى المخيم. لكنها المرة الاولى التي يجمع فيها العديد من القوى في المخيم على انه يقف على حافة التفجير.
اهل المخيم والمتابعون من قيادييه يتحدثون اليوم عما هو ابعد من المخيم، الغريب ليس سيناريوهات التآمر على المخيم، او الارادة بتفجيره، او الاصرار على تحويله إلى نهر البارد – 2. بل الغريب هو اجماع المختلفين على ان ما يحصل اليوم سيؤدي إلى انفجار لا يمكن اطفاؤه. وتوافقهم على التحليل نفسه، وهو ليس بعيداً عن التحليل الذي قدمته كتائب عبد الله عزام (في بيانها الاخير «ولتستبين سبيل المجرمين – 8»). فاحتمال احراق المخيم سيؤدي إلى ما هو ابعد، واليوم كل الاطراف في المخيم تقف على عتبة دمار ما تملك، وتعود الورقة الفلسطينية إلى لعب دور الفتيل في انفجار اوسع، ويعود هامش القرار الفلسطيني إلى الصفر، بعدما كان قد بدأ بالتحسن مع مر الاعوام الاخيرة.
ها هو مخيم نهر البارد، ولكن بصيغة اخرى، يقف شبحاً فوق مخيم عين الحلوة، ها هو الشبح يظلل رأس اللينو وفتح، والفصائل الشعبية والديموقراطية، كما يظلل رأس حماس والجهاد، وأنصار الله، ويحوم حول رأس عصبة الانصار وما يعرف باسم جند الشام، وان كان اقل المتضررين هم من لا يملكون الكثير في المخيم، سواء اكانوا جند الشام او اشخاصاً ينتمون إلى فتح الاسلام او يعتنقون فكر تنظيم القاعدة ويصنفون انفسهم امراء في كتائب عبد الله عزام، فمصير كل هؤلاء واحد، وفي يوم يبدو أنه يقترب بلا رحمة. اذا احترق المخيم فلن تكون النيران محصورة فيه، العديدون يؤكدون ان النيران ستمتد، ليس لأن عصبة الانصار ستقصف الزهراني، والعصبة اليوم غيرها حين تأسست، وفهمها العقلاني اليوم يختلف عن تطلعاتها في انطلاقتها. والنيران ستمتد ليس لأن فتح ستقصف صيدا، فلا مصلحة لفتح في احراق من يتهم كل الوقت بأنه سندها، ولا اية مجموعة ستطلق النار على الجيش، فالذي يعيش بين اهل المخيم يعلم انهم يتوقون إلى استقرار فقدوه منذ وطأوا هذه الارض، وشبانهم يحلمون بالسير في شوارع المدن بسلام والعودة إلى مخيمهم بأمان.
من سيشعل صيدا هو من يريد اشعال المخيم، ومن يريد اشعال المخيم سيبيع الحريق إلى الف جهة وجهة، الا لشعب المخيم وشعب لبنان. وسيكون المخيم بادئ اشعال صيدا، وربما ما بعد صيدا، وتلك معلومات تروى لاحقاً.
المصدر: جريدة الأخبار