"مخيم
نهرالبارد"...عودة على بدء...!!؟؟
بقلم: عثمان بدر
عاد "شبح" التشدّد
في الاجراءات الامنية ليخيّم من جديد على ابناء "مخيم نهرالبارد" والوافدين
اليه من غير سكّانه بما يُذكّر بحقبة ماضية اتّسمت ببعض "سوء الفهم" في بعض
الاحيان بين سكّانه و"الجيش اللبناني" وأدّت الى ما ادّت اليه في 16-6-من
العام الماضي حيث حصل ما يمكن اعتباره "هبّة شعبية" نتجت عن مجموع تراكمات
لم يتم ايجاد حلول لها آنّذاك ونجم عنها سقوط بعض "الشهداء" و"الجرحى"
واعتقال البعض وكاد ان يستغلها "اصحاب النيّات السوداء" و"الاهداف المبيّتة"
و"الخبيثة" لتمرير مشاريعهم الخاصّة لولا تدخّل الحكماء والعقلاء من كلا
الجانبين للوصول الى "نقاط تفاهم مشتركة" لفضّ "الاعتصام" الذي
استمر لاكثر شهر وتخلله "قطع للطرقات" و"اشعال للاطارات والدواليب"
وعطّل الحياة في المخيم بشكلِ شبه كلّي...
"الاجراءت الامنية"
المتّبعة حديثاً تفوق مسّا بالكرامة والانسانية تلك التي ادّت الى "الهبّة الشعبية"
الماضية,فعدا عن كونها تطال "النساء" و"الاطفال" و"الشيوخ"
من كبار السن من حيث الوقوف في "طوابير الانتظار" المقيت للوصول الى التفتيش
الدقيق والمذل والمهين,فانها بلغت حدود تجريد بعض الشبّان من بعض ملابسهم على احد الحواجز,بما
يتنافى مع "حقوق الانسان" ويتعارض مع ما تم الاتفاق عليه ل"فض الاعتصام",كما
ان المعلومات شبه المؤكّدة التي يتناقلها سكّان المخيم تشي ان هناك اكثر من خمسين
"مطلوباُ" من ابنائهم بمذكرات "توقيف غيابيّة" وينبغي مثولهم امام
"القضاء العسكري" لمحاكمتهم لاشتراكهم في "الهبّة الشعبية" مع
ان "الاتفاق" الذي حصل ينص على "عدم استدعاء ايٍ من ابناء المخيم"
على قاعدة:"عفا الله عمّا مضى" وهذا بدوره يُشعر ابناء المخيم ولا سيما منهم
"الحراك الشبابي" انهم غٌبنوا وخُدعوا وغُدروا وغّرّر بهم...وهذا ما يعيدنا
الى نقطة البداية والى سنوات ست خلون...!!؟؟
ويترافق هذا مع حملة استدعاءات
واسعة تطال العشرات من ابناء المخيم الى مقار ومكاتب "الاجهزة الامنية" للتحقيق
والتدقيق معهم وخاصّة منهم اولئك الذين سبق وان جرى توقيفهم وزجّهم في"السجون"
بتهمة الانتماء لمجموعات "فتح الاسلام" وجرى اطلاق سراحهم لعدم ثبوت التهمة
وبراءتهم منها,وهذا بدوره يولّد مشاعر"الغبن" لدى هذه "الشريحة"
من ابناء المخيم...
"الجيش اللبناني"
يكاد يكون المؤسسة الوحيدة التي تُمارس مهماتها على الارض ضمن "حدود المستطاع"
في ظل غياب شبه كلّي وعجز تام قد يصل الى حدود الشلل لبقية مؤسسات الدولة واجهزتها
و لا مصلحة الا لاعداء الوطن بتوجيه سهام الحقد والضغينة اليه,وابناء "مخيم نهرالبارد"
شأنهم شأن بقية "ابناء المخيمات" يكنون كل مشاعر الحب والاحترام والتقدير
ل"المؤسسة العسكرية" ويشعرون انهم وايّاها في "خندق واحد" في مواجهة
"العدو الصهيوني" واعداء لبنان وفلسطين,وان كانوا يفاخرون ويتباهون بقبولِ
ورضى و تسليم بأنّ "مخيمهم" يكاد يكون المنطقة الوحيدة في لبنان التي تُمارس
فيها الدولة سلطاتها كاملة الاّ انهم يعبّرون عن استيائهم من طريقة التعاطي "السلبي"
معهم بما يٌشعرهم انهم "خارجون على القانون" ويقيمون في "معتقل كبير"
ويردّدون القول الشهير والمأثور:"ظلمُ في السويّة...عدلٌ في الرعيّة",وينادون
بمعاملتهم اسوّة ببقية المناطق لا تلك التي يعمّها "الفلتان الامني" بل تلك
التي يٌعامل اهلها بانسانية واحترام....!!؟؟
يُمكن تلخيص الوضع الراهن
في "المخيم" بانه "نار تحت رماد" لا سيما في ظل حملة"تحريض
ممنهج" من بعض الجهات "غير الفلسطينية" بقصد "الاصطياد في الماء
العكر" وهي تعمل منذ زمن على اقحام العنصر الفلسطيني في آتون الخلافات الداخلية
اللبنانية لتمرير مشاريعها الخاصّة والتي لا يعلمها الاّ الله والراسخون في العلم والعالمون
في خفايا الامور,ولا مصلحة ل"الجيش اللبناني" ولا ل"ابناء المخيم"
على حدِّ سواء بفتح ثغرات يُمكن لاولئك الولوج منها لتحقيق اهدافهم الخبيثة ومآربهم
اللئيمة,وهذا يفرض فتح حوار اخوّي جاد ومسؤول و بنّاء بين الجهات المعنيّة يُمكّن من
سحب "الفتيل" وتلافي ما لا "تُحمد عقباه",وقد قيل قديماً
:"رحم الله والدي كان يُجبرها قبل ان تنكسر..."...!!؟؟
المصدر: موقع عين الحلوة